قراءة العنوان من قبل البعض , مباشرةً تكثر الصور البيانية التي تدل على طقوس الجنازات ويبحر القارىء
بين الجلوس في الماّتم وتقديم واجب العزاء من جهة وبين الحزن السوداوي والوجوه المتجهمة من جهة ثانية إلا أنني ما قصدت بعنواني شيئاً من هذا القبيل بقدر مأريد بعداً عن الأحزان من جهة وزيادة في بسمة على كل الوجوه من الناحية الثانية , إلا أن السيد أبا الطيب أجبرني على انتقاء العنوان المرعب وكأن هناك موتاً في البداية وفي المرحلة الأولى والثانية والمتوسطة إلى أن ينال منا الموت الاخير ويذهب الكل إلى ( التراب بلا عودة ) .
المهم في الأمر أن السيد أبو الطيب يمتلك حماراً من الطراز القديم ليس له فصيلة ً ينتمي إليها وهو من الحيوانات التي تقترب من الإنقراض بسبب أعداد هائلة من السيارات الصينية والدراجات النارية التي حلت مكان الحمير ومنها حمار السيد أبا الطيب الذي قال بتنهيدة أعجز عن وصفها ( كان المثل يقول : من قلة الخيل صرنا نسرج الحمير ) والاّن نقول: ( من قلة الحمير صرنا نركب الريو والأفانتي وإلى اّخره ........إيه ملا زمن وملا موت للحمير ) وهو يطبطب بكفه على مؤخرة الحمار ويهز رأسه ويتمتم ويردف قائلاً : أنا من البشر لكنني أحب الحمير أكثر من بني جلدتنا ولا أخفيك وقالها بهمس : عندما ترتفع أسعار المحروقات أبتهج ويبتهج حماري وأمنيتنا مشتركة بعدم تخفيضها , ثم غمز بعينه وأدار وجهه للحمار وتابع يقول : ريو ...اّ اّ اّ أفانتي اّ اّ اّ
ومضى ممتطياً حماره قاصداً طواحين الهواء عله يستنجد بدون كيخوت ليشبع معدة الحمار قبل المـــــــــــوت الأخيــــــــــر ,.
كريم الدين فاضل فطوم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية