ازدادت وتيرة الضربات الإسرائيلية في سوريا خلال الآونة الأخيرة، بذريعة استهداف قوات إيرانية على الأراضي السورية، ففي 8 تموز يوليو الجاري ضربت إسرائيل مطار "تيفور" بعدة صواريخ، قبل أن تعود إلى قواعدها سالمة، ودون أن يتبين حتى تاريخه طبيعة الهدف المستهدف هناك.
محلل عسكري مهتم بالسلاح الدفاع الجوي أكد أن الهجوم على "تيفور" هو الرابع من نوعه لنفس المطار الذي قيل إنه يحتوي قوات إيرانية ومقرا للطائرات المسيرة الإيرانية، عدا عن عشرات الهجمات الجوية والصاروخية التي شهدت على كثرتها حادثة إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة، أسقطها صاروخ "اس-200" بعيد المدى فوق الأراضي المحتلة، فيما عجزت المنظومات الحديثة الموجودة في سوريا عن فعل ذلك.
وتساءل المحلل "أين هي منظومات الدفاع الجوية الحديثة التي دفع ثمنها الشعب السوري ملايين الدولارات، وبالتحديد أين منظومة "بوك إم2" وأين منظومة "بانتسير اس1"، لماذا لم تتمكن هاتان المنظومتان من إسقاط أي طائرة معادية رغم إطلاقهما لمئات الصواريخ حتى الآن"؟
وأضاف "هل كان يوجد في مطار تيفور أحد من هذه القواعد الجديدة، ساعة الضربة الإسرائيلية؟"
ويجيب المصدر نفسه في تصريح لـ"زمان الوصل" مؤكدا وجود قاعدتي "بانتسير اس1" متمركزتين في الطرف الشمالي الشرقي من المطار قرب الطائرات "ميغ 25" المنسقة، أطلقتا كافة صواريخهما باتجاه الطيران والصواريخ المعادية لكن دون جدوى.

وفسر المصدر عجز هاتين المنظومتين عن التصدي للطائرات المغيرة، رغم أنهما (بوك إم2 وبانتسير اس1) تعتبر "مفخرة الصناعة الروسية"، كما تدعي موسكو قائلا "إن منظومات بانتسير وبوك المسلّمة لسوريا ليست كمثيلاتها الموجودة في روسيا"، مؤكدا أن "روسيا عطلت الكثير من ميزات هذه المنظومات قبل تسليمها لنظام الأسد".
وسرد المحلل المقرب من قوات الدفاع الجوي في جيش النظام القصة التي بدأت بعد استلام الدفعة الأولى من هذه المنظومات، حيث قام فريق من خبراء مركز الدراسات والبحوث العلمية، بإجراء عدة تجارب عملية لاختبار المواصفات الفنية والتشغيلية لهذه المنظومات ومطابقتها مع دفاتر الشروط الفنية والتشغيلية وفق العقد الموقع مع الجانب الروسي، فكانت نتائج التجارب الاولى سلبية.
غير أن رد الجانب الروسي عند مراجعته بهذه النتائج، حسب المصدر، أن سبب النتائج السلبية يعود لضعف الطواقم السورية المستخدمة للمنظومات وليس لخلل فني في المنظومات ذاتها.
وكشف أنه في نيسان أبريل من العام 2012 وبناء على طلب مركز الدراسات والبحوث العلمية، تم التحضير لتجربة نهائية لاختبار أهم المواصفات الأساسية في هذه المنظومات وهي (مقاومة التشويش)، على أن تكون طواقم العمل على هذه المنظومات خلال هذه التجربة هم الخبراء الروس أنفسهم وليس طواقم العمل السورية.
واستعرض الحضور من ضباط النظام وهم (العميد الدكتور محمد طوقاتلي المشرف على منظومة "بانتسير" في سوريا، العقيد محمد بلال مخابرات جوية، المنتدب القوى الجوية والدفاع الجوي)، إضافة إلى حضور عدة خبراء روس يعملون على المنظومات "بانتسير اس 1" وخبراء من القسم 1100 رادار من المعهد 1000 في مركز البحوث العلمي، ضباط من إدارة الحرب الالكترونية مع محطة تشويش كورية طراز تاكان، وحوامة "مي -17 من اللواء 59".
وأوضح أن التجربة بدأت في مطار "حميميم"، حيث انطلقت المروحية التي تحمل محطة الحرب الإلكترونية مع طاقمها برفقة العقيد "محمد بلال" وبدأت ببث حزمة التشويش من المنظومة "تاكان" الكورية.
وعندما بدأت طواقم العمل الروسية العاملة على عربات "بانتسير" العمل لتجاوز حزمة التشويش التي تبثها المروحية، فشل النظام "بانتسير اس1" في تجاوز حزمة التشويش، رغم امتلاك المنظومة المذكورة على 30 دارة إلكترونية خاصة بمقاومة التشويش، كما هو مذكور في بطاقاتها الفنية والتشغيلية، والكلام لازال للمصدر.
وأضاف "صدر أمر من الخبراء الروس إلى طاقم المروحية بإيقاف عمل محطة التشويش فوراً، ولم يقدم هؤلاء الخبراء الروس هذه المرة أي تفسير لسبب فشل التجربة".
وأضاف: "عقب مراسلات طويلة بين قيادة القوى الجوية والقيادة العامة للقوات المسلحة صدر توجيه من مكتب القائد العام للجيش والقوات المسلحة يقضي باستلام المنظومات بانتسير حسب وضعها الحالي".
ورأى المحلل أن ذلك ما يفسر عجز هذه المنظومة الموجودة في سوريا عن إسقاط أي هدف جوي إسرائيلي معادٍ، رغم العشرات من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، خاصة وأن قسما كبيرا من هذه الغارات كان في أماكن تمركز هذه المنظومات، وخاصة قرب مدينة دمشق، حيث تقوم هذه المنظومات بإشعال السماء بالصواريخ عند كل غارة، لكن هذه الصواريخ أشبه بالألعاب النارية منها إلى مضادات جوية حديثة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية