أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انتصار المقاومة يستوجب حراكاً سياسياً شعبياً ... أ.د. محمد اسحق الريفي

الانتصار الذي حققته المقاومة الإسلامية في فلسطين على جيش الاحتلال الصهيوني يستوجب على العرب والمسلمين حراكاً سياسياً شعبياً فورياً، وذلك لحماية إنجازات المقاومة من تآمر أعداء شعبنا وتواطؤ بعض الأطراف الرسمية العربية، وللاستجابة فعلياً للتغيرات الإقليمية الحاسمة التي تشهدها منطقتنا العربية والإسلامية.

وما يؤكد ضرورة الحراك السياسي الشعبي أن التضامن الشعبي مع الشعب الفلسطيني في غزة؛ أثناء الحرب الظالمة التي شنها عليها كيان الاحتلال الصهيوني؛ قد اتسم بزخم كبير ومميز وغير مسبوق، ومن المنطق أن لا ينتهي هذا التضامن الشعبي عند هذا المستوى العفوي وغير الموجه، إذ لا بد من بلورة هذا التضامن وتحويله إلى مواقف سياسية محددة داعمة للقضية الفلسطينية ومؤيدة لحق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل المتاحة، ولا بد أن يتمخض هذا التضامن عن عمل شعبي سياسي واع يواكب التطورات الخطيرة التي طرأت على القضية الفلسطينية.

ولا بد من تطوير التحول الإيجابي الشعبي العربي والإسلامي تجاه المقاومة الفلسطينية، وتحديداً تجاه حركة حماس، التي تخوض صراعاً عنيفاً على الجبهة السياسية وجبهة الصراع الداخلي مع الأطراف المتساوقة مع المشروع الصهيوني والأجندة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، إلى أنشطة وفعاليات شعبية وبرامج سياسية؛ لتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وتطوير مقاومته للاحتلال كماً ونوعاً، وذلك لتقويض المشروع الصهيوني المنهك والتصدي للسياسات الأمريكية الظالمة في منطقتنا، ولحماية المقاومة الفلسطينية من تآمر الأطراف الرسمية العربية المتواطئة مع الصهاينة والأمريكيين ضد شعبنا.

ويجب أن تشمل البرامج السياسية والأنشطة والفعاليات الشعبية زيادة الضغط على الحكومات العربية المتواطئة مع الاحتلال الصهيوني ضد حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة، كما يجب إحراج هذه الحكومات والأنظمة الرسمية الخائبة سياسياً، واستفزازها، واستنزاف أجهزتها الأمنية القمعية باستمرار وبشكل متصاعد حتى تقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع كيان الاحتلال الصهيوني، وحتى تلغي كافة الاتفاقيات الأمنية والتجارية معه وترفض استقبال قادته المجرمين الملطخة أياديهم الآثمة بدماء شعبنا الفلسطيني الطاهر في بلادنا العربية.

ولا بد من استناد الفعاليات السياسية الشعبية في بعض الدول العربية على مبدأ تحقيق الإصلاح الشامل والسيادة الكاملة على أراضيها، سيما جمهورية مصر العربية، التي تنازلت للصهاينة عن سيادتها على حدودها مع فلسطين وعن أراضي سيناء، التي تبلغ مساحتها ثلاثة مرات مساحة فلسطين المحتلة، بل تنازل النظام المصري علاوة على كل ذلك عن حقوقه السيادية ورهن مواقفه السياسية بإملاءات البيت الأبيض الأمريكي، وذلك بذريعة التصدي للحركات الإسلامية السياسية؛ كحركة حماس، وخضوعاً للابتزاز الأمريكي!!

فمن العار الصمت على استمرار إمداد المحتل الصهيوني الغشوم بالغاز المصري، ومن العار السماح لقادته المجرمين بزيارة القاهرة وعمان واستقبالهم كالأصدقاء الحميمين، ومن العار السماح لآلاف السياح الصهاينة بالتمتع والاستجمام في سيناء وطابا والعقبة وغيرها من المدن العربية والإسلامية. لذلك على الشعوب العربية والإسلامية التدليل على صدق تضامنها ووقوفها مع شعبنا الفلسطيني وعلى وعيها السياسي بالقيام بفعاليات احتجاجية شعبية متواصلة حتى تخضع الحكومات للإرادة الشعبية ويصبح كيان الاحتلال الصهيوني مبتوراً ومحاصراً من كل جانب، وهذا أقل ما يجب على الشعوب العربية والإسلامية القيام به لمواجهة عدو وحشي ودموي مجرم لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة.

كما لا بد من مقاطعة الأحزاب والحركات والنقابات والمؤسسات الشعبية العربية والإسلامية لسلطة رام الله وحكومة فياض غير الدستورية العميلة، التي تشارك الصهاينة والأمريكان مشروعهم لتصفية القضية الفلسطينية وفق رؤيتهم. وفي المقابل، يجب احترام خيار الشعب الفلسطيني ودعم الحكومة الشرعية التي أيدها وتحمل الكثير من أجل حمايتها وتمكينها من إنجاز برامجها للإصلاح ولحماية مشروع المقاومة الإسلامية، سيما أن الصهاينة والأمريكيان وحلفاءهم العرب والأوروبيين قد أذاقوا شعبنا أقسى أنواع المعاناة الوحشية لكي ينفض من حول الحكومة المجاهدة التي تتولاها حركة حماس وتحتضن المقاومة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على أن المقاومة الإسلامية في فلسطين، وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، هي جيش العرب والمسلمين الذي يتصدى للصهاينة والصليبيين في هذه الحرب الصليبية الدائرة ضد أمتنا. وهذا يستوجب على أبناء أمتنا مقاطعة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين اقتصادياً وتحويل تحيزهم ودعمهم لكيان الاحتلال الصهيوني إلى وبال عليهم واستنزاف لمصالحهم في منطقتنا.

24/1/2008

(104)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي