أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"صوفان" يروي وقائع صفقة "الفوعتين".. لو اقتحمنا أو عرقلنا المفاوضات لتم تخويننا وتجريمنا

أرشيف

أصدر قائد "جبهة تحرير سوريا"، حسن صوفان بيانا رسميا من 3 صفحات علق فيه على صفقة إخلاء الفوعتين، وما سبقها ورافقها من أمور، لاسيما تلك المتعلقة بالإفراج عن مجموعات من المعتقلين لدى النظام، لقاء القبول بإخلاء بلدتي "كفريا" و"الفوعة".

البيان الذي حصلت "زمان الوصل" على نسخة منه، نوه بأن ملف التفاوض حول "الفوعتين" قديم يعود إلى أيام معارك الزبداني ومضايا في ريف دمشق، والوضع الصعب الذي آل إليه ثوار هاتين المنطقتين وأهاليهم، ما اقتضى أن يحدث اتفاق على إخراج هؤلاء مقابل الموافقة على إخلاء مجموعات من "كفريا" و"الفوعة".

"صوفان" الذي تكلم بصفته قائدا لـ"تحرير سوريا" و"أحرار الشام"، قال إن الأخيرة شاركت في مفاوضات لاحقة حول البلدتين وأدرجت بند المعتقلين أملا في أن يتم الإفراج عنهم، لكن النظام تعنت وأصر على إطلاق سراح من يختارهم هو، لا من تختارهم الفصائل، وطالت المفاوضات وتعقدت دون الوصول إلى نتيجة؛ ما استدعى انسحاب "أحرار الشام".

ثم جاء الاقتتال بين "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام"، فطلب زعيم تحرير الشام (الجولاني) من "صوفان" أن يفتح ملف "الفوعتين" من جديد أملا في إتمام صفقة تقضي بخروج مقاتلين محاصرين في مخيم اليرموك، لكن "صوفان" رفض الطلب لأن القتال كان ما يزال دائرا بين الجهتين (الجبهة والهيئة).

وبعد توقف القتال قدمت الهيئة عرضا تفاوضيا للإيرانيين يقضي بإخراج ألف شخص من "الفوعتين" مقابل إخراج المحاصرين في المخيم، وقد تمت الصفقة، لكن من في "الفوعتين" رفضوا إلا الخروج كلهم أو البقاء كلهم، وهكذا وصل المحاصرون في المخيم، ولم يخرج أحد من "الفوعتين" مقابلهم.

و"مع توالي الانتكاسات" في عدة مناطق، حسب قول "صوفان"، اتفقت الفصائل على ضرورة إخلاء "الفوعتين" لأن من فيها "خنجر في خاصرتنا"، وتم تفويض "تحرير الشام" بمتابعة المفاوضات في هذا الشأن، ولكن تعنت النظام في ملف المعتقلين ازداد، كما إن الطرف الإيراني حاول إظهار البرود تجاه الأمر، فلم يكن هناك من سبيل سوى الحشد العسكري والتلويح بمعركة لاقتحام "الفوعتين"، وقد بدأت التحضيرات فعلا، وسط تخوف أهالي المناطق المحيطة من قصف وحشي وانتقامي من النظام وأعوانه.

وخلص "صوفان" إلى الفصائل كانت أمام 3 خيارات فيما يخص ملف "كفريا" و"الفوعة"، الأول يقضي بإمضاء نتيجة المفاوضات التي أجرتها الهيئة، والثاني: إتمام المعركة التي بدأ الإعداد لها، والتي كانت ستنتهي باقتحام "الفوعتين"، ولكنها كانت ستكبد الفصائل ضحايا في صفوف عناصرها، فضلا عن القصف الانتقامي الذي لو حدث لتمت تخطئة وتجريم الفصائل أكثر من تخطتئهم حاليا بسبب الصفقة.

أما الخيار الثالث، فيتمثل في عرقلة وتفشيل مفاوضات الهيئة، في محاولة لتأخيرها عدة أشهر، "لاندري ما يستجد بها"، وربما يُتهم من عرقلوا المفاوضات لاحقا بالخيانة لأنهم ساهموا في إبقاء مرتزقة "الفوعتين" في إدلب، لاسيما إذا ما هاجم النظام المحافظة واستعان بهؤلاء المرتزقة في هجومه.

وعند هذه النقطة عقب "صوفان": "وإرضاء الناس غاية لاتدرك، وعلينا أن نسعى لإرضاء مولانا عز وجل".

وأكد قائد "تحرير الشام" أن من هجر "الفوعتين" هو النظام وإيران، فهم من طلبوا إخلاء البلدتين، منوها بأن عودة من خرج من "الفوعتين" ممكنة بعد "تحرير سوريا من هذا النظام المجرم"، وبالتزامن مع عودة كل المهجرين في عموم البلاد إلى مدنهم وقراهم، فالتهجير في النهاية "سياسة ممنهجة للنظام وليس للثوار".

وانتقل "صوفان" في بيانه للحديث عن المستقبل القريب لإدلب بعد صفقة إخلاء "الفوعتين"، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالجاهزية العسكرية، والسعي لإيجاد "حكومة جديدة تشاركية" بدل "حكومة الإنقاذ".
وربط "صوفان" ولادة هذه الحكومة بمؤتمر وطني جامع يضم كافة أطياف الثورة، مشيرا إلى ضرورة "مساعدة الحليف التركي على حماية المحرر سياسيا وبدلوماسيا".

ووصل قائد "تحرير سوريا" إلى الفقرة الأخيرة من بيانه، التي قال فيها: "نحن فصائل مجاهدة قمنا امتثالا لأمر الله ولدفع الظلم عن هذا الشعب، وإذا اختار العدو قتلنا في الشمال، فلن يجد بحول الله إلا أناسا باعوا أنفسهم لله قادة وجنودا".

زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي