أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المرض والنزوح يعمّقان معاناة الحاج "أبو حسن" في مخيم "دير البلوط"

مخيم "دير البلوط" -زمان الوصل

يعاني معظم مهجّري ريف "دمشق" المتواجدين في مخيمات النازحين السوريين قرب الحدود "السورية-التركية"، ولا سيما المصابين والمرضى منهم؛ من سوء الأوضاع الصحية، في ظل غيابٍ شبه تام للمستشفيات أو النقاط الطبية القادرة على تأمين رعاية صحية لهم، الأمر الذي أدّى مع مرور الوقت إلى تفاقم بعض الحالات المرضية.

وصل الحاج "أبو حسن" أحد المهجّرين قسراً من منطقة "القلمون" الشرقي في ريف "دمشق"، قبل نحو 3 أشهر إلى مخيم "دير بلوط" للنازحين السوريين في ريف "عفرين" شمالي "حلب"، لتتفاقم معاناته من التهجير مع مرضٍ كان أصاب عينه اليمنى منذ عدّة أشهر، ما أفقده القدرة على الرؤية بشكلٍ واضح.

*معاناة وانتظار
وقال "أبو حسن" الذي بات في يجد صعوبة كبيرة في التنقل بين الخيم لأداء الحاجيات الأساسية، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن الحياة داخل المخيم صعبة جداً؛ ليس السن وحده ما يمنعني من التنقل، وإنما المرض الذي أصاب عيني اليمنى قبل عدّة أشهر من مغادرتي مدينتي، حيث بتّ الآن قليل الحركة والنشاط، بانتظار أن تسنح لي الفرصة لتلقي العلاج.

وأضاف بأن "معاناته من ضعف الرؤية تسببت له مع طول الوقت صعوبات في التنقل، إذ بات يخشى جدياً من التحرك وخصوصاً خلال فترات الليل، وهو ما لا يمكن التقيد به نظراً لحاجته الملحة إلى الذهاب إلى الحمام بين الحين والآخر، نتيجة معاناته أيضاً من مرض السكري".

وأشار "أبو حسن" إلى أنه قام بمراجعة العديد من مشافي (عفرين، إعزاز، ادلب)، وقد تطلب ذلك تكاليف باهظة لتغطية نفقات الموصلات بين مشافي الشمال السوري المحرر، فيما أكدّ جميع الأطباء الذين قاموا بمعاينة حالته حاجته إلى عملية عاجلة لاستئصال "المياه البيضاء" من عينيه، لكنهم كانوا في كل مرّة يحددون موعدها في شهر أيلول/ سبتمبر القادم، الأمر الذي يعني انتظاره لعدّة أشهر أخرى حتى تتسنى له فرصة إجراء العملية.

ووفق التقرير الطبي المرفق عن حالة "أبو حسن" البالغ من العمر 57 عاماً، فهو بحاجة ماسة لإجراء عملية لإزالة "الماء الأبيض" ليتمكن بعدها من الرؤية مجدداً، وفيما تسوء حالته يوماً تلو الآخر، فإنه يحاول التغلب على حياة النزوح وحيداً، لعدم وجود أيٍ من أفراد عائلته أو أقاربه إلى جانبه، منتظراً دوره في العلاج حاله في ذلك حال مئات الحالات التي لم تتمكن حتى اللحظة من الدخول إلى "تركيا".

*فساد إداري
من جانب آخر قال مصدر طبي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن معظم المشافي العاملة حالياً في الشمال السوري تعاني من نقص في أطباء العيون ذوي الخبرة في ممارسة العمليات العينية، وسط ضغطٍ كبير في عدد المرضى المراجعين، وبالأخص بعد توافد أعدادٍ كبيرة من المهجّرين القادمين من "دمشق" وريفها وريف "حمص" الشمالي.

بين المصدر أن النظام المعمول به في هذه المشافي يقوم على تسجيل لوائح تضم أسماء الحالات المرضية الأكثر إلحاحاً للخضوع إلى العمل الجراحي المجاني، وذلك بعد معاينتهم أصولاً عن طريق طبيب مختص، وهذه الأسباب مجتمعة هي ما تفرض على إدارة المشفى تحديد موعد إجراء العملية.

حسب المصدر ذاته فإن تلك المشافي لا تخلو من وجود فساد إداري في مختلف أقسامها، حيث يستغل بعض الموظفين أو الأطباء على حدٍ سواء نفوذهم لتحصيل مكاسب مالية من المرضى، مقابل تقريب مواعيد خضوعهم إلى جلسات المعاينة أو العمليات الجراحية.

على الرغم من خشيته من الاعتقال، إلا أن "أبو حسن" لا يستبعد إمكانية عودته إلى بيته وأولاده في المستقبل القريب، وذلك عبر تسوية وضعه الأمني مع أجهزة النظام، وهي ظاهرة باتت تنتشر بصورة واسعة في الآونة الأخيرة بين اللاجئين السوريين في الشمال السوري، بسبب عوامل عدّة أهمها: سوء الخدمات المعيشية والصحية والتعليمية المقدّمة للنازحين داخل المخيمات، عدم قدرة النازحين على دفع إيجارات المنازل السكنية نتيجة تردي الواقع الاقتصادي للكثير منهم، صعوبة الحصول على وظيفة يستطيع رب الأسرة من خلالها تأمين قوت عائلته.

زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي