أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد إعطائهم الأمان.. النظام يعتقل تدمريين عائدين من "مخيم الركبان"

تقع سبخة "الموح" على بعد 20 كم جنوب شرق "تدمر" - أرشيف

أقدّمت قوات النظام اليوم الخميس، على اعتقال عدّة أشخاص من أبناء مدينة "تدمر" العائدين مؤخراً من مخيم "الركبان" الواقع على الحدود "السورية -الأردنية"، وذلك على الرغم من إعطائهم الأمان إن قبلوا بالعودة مقابل العمل في سبخة "الموح" لإنتاج الملح.

وقال "عبد الله العبد الكريم" مدير شبكة "البادية 24"، في تصريح خاص لجريدة "زمان الوصل"، إن النظام عمل في الآونة الأخيرة على استدراج نحو 20 عاملاً سابقاً، في مجمع "سبخة الموح" بمدينة "تدمر"، بعدما قّدم مغريات ماديّة وتطمينات حول عودتهم، بغية الاستفادة من خبراتهم في إعادة تشغيل المجمع الخاص بإنتاج الملح.

وأضاف: "قامت قوات النظام خلال الفترة الماضية، وبمساعدة الخبراء الروس بإزالة ونزع جميع الألغام المتواجدة في محيط ومنطقة المجمع، في خطوةٍ تهدف إلى إعادة تشغيل معمل الملح في سبخة "الموح"، عقب حوالي ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المنطقة".
وأوضح أن عملية استدراج العمال من مخيم "الركبان" تمت عبر وسطاء "شبيحة" ينحدرون بمعظمهم من مدينة "تدمر"، وهم من المحسوبين على النظام السوري، في حين أرجع السبب وراء عملية استدراجهم إلى رغبة النظام بإخضاع العمال العائدين إلى تحقيقات أمنية، خاصة وأن بعضهم كان قد عمل سابقاً في معمل سبخة "الموح" في فترة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المنطقة.

ووفقاً لما أشار إليه "عبد الكريم" فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" عمل أثناء فترة سيطرته على "تدمر"، على استخدام مجمع "الموح"، إذ أجبر عددا من أبناء المدينة على إعادة تشغيله والعمل فيه، الأمر الذي وفرّ له مع مرور الوقت مبالغ مبالية جيدة؛ ولا سيما أنه تمكن من تصريف الإنتاج الملحي المستخلص من المنطقة، عن طريق تجار متعاونين ومحسوبين على النظام.

تعدّ سبخة "الموح" في مدينة "تدمر" واحدة من أبرز وأهم مناطق إنتاج الملح في سوريا، ويمتاز "الملح التدمري" المستخرج منها بنقائه وصلاحيته للاستهلاك البشري، كما يُعرف محلياً باسم "الذهب الأبيض"؛ ذلك أن هذه المهنة المتوارثة عن الآباء والأجداد كانت تُشكل مصدراً مهماً للدخل بالنسبة لقسمٍ لا بأس به من أبناء مدينة "تدمر"، الذين كانوا يعملون في استخراج الملح وتسويقه، قبل اندلاع "الثورة السورية". 

تقع سبخة "الموح" على بعد 20 كم جنوب شرق "تدمر"، وهي عبارة عن منطقة منخفضة بمساحة /30/كم2 تقريباً، تصب فيها المسيلات المائية، ومع ارتفاع نسبة الملوحة فيها (300 غ / ل)، فإن هذه المياه لا تصلح للاستخدام البشري أو حتى لأغراض سقاية المزروعات، لذلك عمل أبناء المنطقة على استغلال هذه السبخة، خشيةً من الآثار السلبية التي قد تُلحقها على التربة ومصادر المياه الجوفية العذبة في حال امتداد وتراكم الملح فيها، وسعياً للحصول على مكاسب مادّية مغرية جراء بيع مادة الملح المستخلصة منها.

زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي