أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جوامع ومعمار حمص قبل الدمار في كتاب تاريخي

جامع خالد بن الوليد بعد قصفه من قبل نظام الأسد 2014

صدر للباحث الدكتور "حسام الدين الحزروي" كتاب جديد بعنوان "جوامع وزوايا مدينة حمص القديمة أوضاعها وأوصافها المعمارية والآثارية حتى سنة 2011 ميلادية" وهو دراسة تاريخية أثرية لمساجد حمص التي طالها الكثير من التهديم والتدمير بفعل قصف قوات النظام.

وتألف الكتاب من مقدمة ومدخل إلى تاريخ مدينة حمص والتعريف بالمساجد ومواد البناء المستخدمة في عمارة مساجد حمص، وأقسامها الإنشائية وتوزعها في المدينة القديمة.

وتناول الكتاب زاويتين صوفيتين في حمص هما زاوية "عمر الصحن" وزاوية "زين العابدين" ومن المعلوم أن الزوايا هي أماكن للعبادة وإقامة الطقوس الدينية والحضرات والموالد علاوة على كونها أماكن للتعليم وإيواء الفقراء وعابري السبيل.

وروى الحزوري لـ"زمان الوصل" أن فكرة كتابه بدأت عام 2008 أثناء إقامة معرض في "قصر الزهراوي" عن المكتشفات الأثرية لتل المشرفة (قطنة) ولمس حينها بأن حمص ليس لها أهل ولو أن لها أهل لبكوا عليها، مما دفعه –كما يقول- للتفكير بتأليف كتاب يوثق مساجد حمص القديمة، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي عام 2008 وخضوعه لعدة دورات أثرية في جامعة دمشق أثناء انتسابه للدبلوم في التخصص للتأهيل والآثار قام الباحث "الحزوري" بجولة على المساجد الأثرية في مدينة حمص وكانت أوضاعها مزرية -كما يؤكد- وبدأ آنذاك بعملية الجمع والتدوين لأوضاع هذه المساجد، ومن خلال تتبعه لتاريخ مدينة حمص وما كتب عنها لم يعثر-كما يقول- على كتاب متخصص يجمع معلومات عن تاريخ مدينة حمص القديمة، وخاصة أن تاريخ هذه المدينة أُهمل وظل بعيداً عن كتابات المؤرخين، فبدأ عمله في البحث عن هذه المساجد والأبنية الأثرية المتبقية في المدينة وخاصة أن معاول الهدم والتخريب كانت قد طالت أجزاء كثيرة منها.
ولفت مؤلف الكتاب إلى أنه عندما بدأ بالبحث عن مادة كتابه كان هناك ثلاثون جامعاً تنتمي لعصور متأخرة وأكثرها -كما يقول- ذات مبانِ بسيطة وفي ضوء زيارته الميدانية لها قام بجمع المادة العلمية لدراسة وتسجيل وحصر المنشآت الدينية والإسلامية في مدينة حمص، واطلع على حصر مديرية آثار حمص منذ العام 2008 وحتى العام 2010 إلى جانب المسح الشامل للمصادر التاريخية المعاصرة لهذه المنشآت واللاحقة في ضوء الفترة الزمنية المحددة للدراسة.

ومن المساجد التي درسها المؤلف "الجامع النوري الكبير" و"جامع خالد بن الوليد" وهو الجامع الوحيد الذي كان خارج أسوار حمص القديمة بينما باقي المساجد الأخرى المدروسة كانت داخلها.

ومما اضطره لدراسته وإضافته للكتاب لما لهذا المسجد من قيمة هو وصاحبه في نفوس الحمصيين، وكذلك تم التطرق لدراسة جامع "دحية الكلبي" و"الدالاتي" و"جامع أبي لبادة" و"مسجد ناصر آل طليمات" و"مسجد عكاشة بن المحصن" و"مسجد عمر بن الخطاب" وغيرها. 

اتبع "الحزوري" في كتابه منهجية علمية اعتمدت على دراسة كل مسجد من هذه المساجد على حدة فبعد التعريف بتاريخ مدينة حمص والمساجد وأنواع الحجارة المستخدمة في عمارة حمص القديمة من حجر كلسي، وما لهذا الحجر من مميزات خاصة به ومواصفاته ومميزاته، وكذلك الجمل الإنشائية والمجازات المناسبة للبناء بالحجر وتوزع المساجد في مدينة حمص القديمة، علاوة على التعريف بكل مسجد من المساجد المدروسة من حيث موقعه والمنطقة العقارية التي يقع فيها ورقم العقار الذي يشغله ضمن العقار. 

وعمد المؤلف -كما يقول- لإثبات أوضاع مساجد حمص القديمة حتى اندلاع الحرب أي قبل أن يتم استخدام الصواريخ والقذائف التي أدت إلى دمار قسم كبير منها -كما يؤكد- مشيراً إلى أن ما قام به من حفظ وتوثيق لأوضاع هذه المساجد وأوصافها وبنيتها المعمارية حتى قبل اندلاع الحرب من شأنه أن يكون دليلا لمن سيقوم بترميم هذه المساجد، فيعطيه وصفاً عما كانت عليه، وبخاصة أن الكتاب تضمن شرحاً وافياً من حيث طول لمسجد وعرضه وارتفاعه وسمك الأبواب وارتفاع النوافذ وعرضها وكذلك المنابر والمحاريب، إضافة إلى نوع الحجارة المستخدمة في إنشائها، وغلب على عمارة مساجد حمص -كما يوضح المؤلف- الحجارة البازلتية السوداء بشكل أساسي، نظراً لتوافرها في نفس المنطقة، إضافة إلى استخدام الحجارة البيضاء سواء الحسواني نسبة لبلدة (حسياء) -جنوب حمص- التي كانت تستخدم في التزيين أو التطعيم واقتصرت على الميسورين من السكان لأن جلبها من مناطقها كان فيه صعوبة، كما استخدم الحجر الكلسي الصلب أو ما يُعرف بـ"الدولوميتي" الذي درج استخدامه في البناء، ويتواجد في جبل شعرية ( شرق مدينة حمص ) -جبال حسياء- وهناك الحجر البازلتي الأسود الذي يُجلب من "الوعر". 

والدكتور "حسام الدين الحزوري" مواليد حمص 1979 حاصل على درجة الدكتوراه في تاريخ العرب والإسلام من جامعة دمشق، عمل مدرساً في جامعة حمص وجامعة الفرات في سوريا. عضو هيئة تدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية- قسم التاريخ جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

من مؤلفاته (الحركة الفكرية ومراكزها في نيابة دمشق في العصر المملوكي الأول) –(السبكيين ودمشق خلال عصر المماليك) (الحياة الاجتماعية في مصر وبلاد الشام خلال عصر سلاطين المماليك-الأعياد – الاحتفالات والمناسبات).

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(333)    هل أعجبتك المقالة (345)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي