يعلم النظام كم أن اسم "إيران" بات يشكل حساسية خاصة لدى فئة واسعة من الشعب السوري، وخصوصاً الأخبار التي تتحدث عن عقودها الاقتصادية، وسيطرتها على بعض المناطق، عسكرياً أو اجتماعياً، وهو لهذا السبب، لا يدع فرصة، مهما كانت صغيرة وهامشية، ولها علاقة بإيران، إلا ويسلط الضوء عليها، ويعطيها الاهتمام في عناوين وسائل إعلامه، مع أنه على أرض الواقع، فإن النظام هو أكثر حساسية من أنشطة إيران في سوريا، وهو المعرقل لها بالدرجة الأولى، وبالذات الاقتصادية.
فعلى سبيل المثال، وسائل إعلام النظام هي من طبلت وزمرت لخبر حصول إيران على رخصة المشغل الثالث للخليوي في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات، والنظام هو من عرقل استمرار الاتفاق وصولاً إلى إلغاء الحديث عنه بالكامل.
كما عرقل النظام كل المحاولات الإيرانية، لترخيص شركات أو مصانع أو توريد منتجات من إيران، لكنه بنفس الوقت كان في وسائل الإعلام يتحدث عن جودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين وعمقها، لينكشف الأمر فيما بعد، بأن التبادل التجاري مع إيران هو في المرتبة الأخيرة.. وهو دليل على أن النظام لازال يتعامل بحذر مع إيران، ولا يرحب بالتعاون معها..
ومثال آخر، قبل أكثر من شهر، ضجت وسائل إعلام النظام بصفقة جرارات ينوي اتحاد الفلاحين واتحاد غرف الزراعة السورية استيرادها من إيران، ثم فجأة تلاشى هذا الخبر، لنقرأ خبراً آخر عن عقد صفقة مع الهند لاستيراد آلاف الجرارات الزراعية.
وكذلك قبل يومين تداولت وسائل الإعلام خبراً يتحدث عن الاتفاق مع إيران لتنفيذ قطار الضواحي في دمشق، وهو مشروع، أصبح القاصي والداني في سوريا، يعلم أنه لا يمكن تنفيذه، نظراً لأن المخطط التنظيمي لمدينة دمشق، لم يلحظ منذ البداية هذا المشروع، وهو ما سوف يؤدي إلى إزالة مناطق بكاملها، لا يملك النظام تكاليف استملاكها والتعويض على أصحابها.
النظام يغيظ المعارضين بـ إيران
اقتصاد - احد مشاريع زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية