ازدادت معاناة اللاجئين السوريين في مخيم "الركبان"، جراء تردي الواقع الصحي وانتشار عددٍ من الأمراض والأوبئة، وسط نقصٍ شديد في الأدوية اللازمة لعلاج المرضى وخاصة الأطفال، الأمر الذي دفع بالعاملين في المجال الطبي داخل المخيم، إلى توجيه نداء استغاثة عاجل للعالم محذرين من وقوع كارثة طبية.
في هذا الشأن قالت "ربُّى الحمصي" مديرة مركز "شام" الطبي في المخيم، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن النازحين السوريين في مخيم "الركبان" ولا سيما الأطفال منهم، باتوا يفتقدون لأبسط مقومات الرعاية الصحية، حيث يعاني عشرات الأطفال حالياً من التهاب الكبد الوبائي والإسهال شديد، نتيجة الارتفاع الحاد في درجات الحرارة وشحّ المياه الصالحة للشرب.
وأضافت: "تمّ مؤخراً توثيق ما يقارب 60 حالة إصابة بمرض "اللشمانيا"، و100 حالة أخرى من أمراض (الجدري، الحصبة)، بالإضافة إلى توثيق انتشار 300 إلى 500 حالة إصابة بمرض "التهاب الكبد" أو ما يُعرف بمرض "الصفار" ويطلق عليه بالعامية "أبو صفار"، وهو مرض يظهر على الطفل البالغ، ومن أعراضه تصبغ الجلد والعيون باللون الأصفر".
وأوضحت أن مركز "شام" الطبي الذي يستقبل المرضى على مدار 24 ساعة، يسعى في الوقت الراهن لاحتواء وتدارك الحالات المرضية المصابة بالإسهال، وذلك بعد تسجيل حالتي وفاة خلال الأيام القليلة الماضية، من أصل نحو100 حالة إصابة، غالبيتهم من الأطفال وكبار السن، وتتنوع درجة إصابتهم بين المعتدلة والمتوسطة.
وأرجعت "الحمصي" سبب انتشار هذه الأمراض إلى الاختلاط بين أهالي المخيم، بالإضافة إلى قلة النظافة وتلوث الماء، وسوء التغذية، فضلاً عن الحرارة الزائدة التي تصل إلى مستويات قياسية في مثل هذه الأوقات من السنة، نظراً لطبيعة المنطقة الصحراوية.
يُقدم مركز "شام" الطبي بعض أنواع العلاجات للعائلات النازحة في مخيم "الركبان"، معتمداً على الإمكانات الطبية المتوفرة لديه، إذ يعاني المركز من نقصٍ شديد في الأدوية اللازمة لعلاج مثل هذه الأمراض، ومن أبرز تلك الأدوية: (ميترونيدازول، الأسيتامينوفين) وغيرها من الأدوية المضادة للالتهاب.
بدوره قال "أبو أحمد المهيني" أحد قاطني مخيم "الركبان"، إن الواقع الطبي في المخيم لا يزال صعباً وسيئاً جداً في ظل انعدام الخدمات الصحية؛ كما أن هناك عشرات الحالات المرضية من أطفال ونساء بحاجة إلى الخضوع لعلاج طبي عاجل، في وقتٍ تنعدم فيه المستلزمات والأدوات الطبية والدوائية مع انتشار مستمر للأمراض والأوبئة.
وأضاف لـ"زمان الوصل" قائلاً: إن عمل النقاط الطبية في مخيم "الركبان" يقتصر على تقديم الإسعافات الأولية فقط، وهي تفتقر إلى أطباء متخصصين وصيادلة مؤهلين من ذوي الخبرة والمعرفة بالأدوية وصلاحيتها، وغياب الأخيرة أسفر عن أخطاء طبية تسببت بوفاة عشرات الحالات المرضية في المخيم.
وأشار "المهيني" إلى أن قاطني مخيم "الركبان" يواجهون صعوبات بالغة في تأمين مصادر مياه الشرب، ومع ارتفاع درجات الحرارة المرافقة لفصل الصيف الحار في منطقة المخيم، اتجهت معظم الأسر إلى زيادة اعتمادها على الحفر المائية الموجودة في البادية وغير الصالحة لأغراض الشرب.
ناشدت النقاط الطبية في مخيم "الركبان" مؤخرا، المؤسسات الإغاثية والإنسانية الدولية والإقليمية، من أجل تسليط الضوء على معاناة قاطني المخيم، والعمل الجاد على تأمين دخول المواد الطبية بشكلٍ مستمر إلى تلك النقاط، أملاً في تقديم العلاج للمرضى من الأطفال والنساء والشيوخ.
يقع مخيم "الركبان" في أقصى جنوب شرق "سوريا"، ويمتد على طول 7 (كم) في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح مع "الأردن"، ويضم ما يزيد عن 55 ألف لاجئ، غالبيتهم فروا من ريف "حمص" الشرقي والبادية السورية التي سيطر عليها "تنظيم الدولة الإسلامية" عام 2014.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية