لم يكن النظام يعلن استعادة السيطرة على "الجامع العمري" في درعا، حتى سارع المتمول المؤيد "فارس الشهابي" إلى المطالبة بتحويل أقدم مساجد درعا إلى مدرسة أو مستوصف، قائلا: "نسأل شيوخنا الافاضل.. هل يجوز تحويل الجامع العمري الى مدرسة او مستوصف..؟!".
ويعد الجامع العمري من أقدم الجوامع في عموم بلاد الشام، حيث ينسب تاريخا واسما إلى الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أمر ببنائه عام 635 م. وأشرف على إشادته عدد من الصحابة، كما تتناقل روايات.
ويقع الجامع وسط مدينة درعا، وقد احتضن بفضل تاريخه وتاريخ خطيبه "أحمد الصياصنة".. احتضن الشرارة الأولى للثورة السورية ومظاهراتها السلمية.
وقد شكل الجامع بهذه الرمزية مسوغا للنظام ليصب علي حقده، تحت ستار محاربة "الجماعت الإرهابية المسلحة"، حيث عمد إلى اقتحامه بمرتزقته والقيام بممارسات لا تنم عن احترام خصوصية المكان، ثم عمد لاحقا إلى قصفه بنشى السبل وإلحاق أضرار مؤثرة في بنائه.
ولاحقا خرج "العمري" عن سيطرة النظام عدة سنوات، قبل أن يعود إليها لا نتيجة معارك وقتال، وإنما بنتيجة "مصالحات" وصفقات "تسوية" عقدتها الفصائل المسؤولة عن المنطقة، كما عُقدت في أماكن أخرى من درعا وعموم سوريا.
واللافت أن أول من أيد دعوة "الشهابي" هو "علي منصور كيالي" الشخص الذي يقدم نفسه، وتقدمه كثير من وسائل الإعلام بصفة "باحث ومفكر إسلامي"، حيث سوغ مطالبة "الشهابي" وشرعنها بل ورأى وجويها قائلا: "أستاذي الغالي يجب التحويل لأن المسلم عنده كل الأرض مسجد، ويمكنه أن يصلي في الصحراء، ولكن الأرض تحتاج إلى بناء".. وقد أثار تعليق "كيالي" جملة من الردود، قبل أن يختفي هذا التعليق نهائيا، ويتم مسحه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية