كشفت إحصائيات حصلت عليها "زمان الوصل" من فريق "منسقي الاستجابة" أن مناطق الشمال السوري استقبلت نحو 570 ألف نازح خلال عامي 2017 و2018 تم تهجيرهم بموجب اتفاقات "مصالحات" مفروضة بالقوة من مناطق دمشق وريفها وحلب وريفها وريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، وكذلك من باقي أرياف حماة وإدلب، إضافة إلى نحو 10 آلاف عائلة عراقية.
جاء ذلك على هامش الاجتماع العام لانطلاق "مشروع تعزيز التنسيق والاستجابة" في حالات الطوارئ، الذي عقد أمس الثلاثاء في مدينة "كفرنبل" بريف إدلب الجنوبي بحضور ممثلين عن المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في الشمال السوري.
بدأ الاجتماع بالتعريف بفريق منسقي الاستجابة وآلية عملهم، كما تم التعريف بمشروع "تعزيز التنسيق والاستجابة" في حالات الطوارئ، بالإضافة لعرض إحصائيات مفصلة عن أعداد النازحين والمهجرين للشمال السوري وكيفية الاستجابة لهم وأخيراً دور المجالس المحلية في عملية الاستجابة وتحديث الوضع الإنساني وجاهزية المنظمات لاستقبال المهجرين من درعا.
المهندس "محمد الشامي" منسق ميداني في فريق "منسقو الاستجابة" قال لمراسل "زمان الوصل" إن فكرة مشروع تعزيز التنسيق والاستجابة في حالات الطوارئ من خلال شقين الأول: العمل على الشراكة مع المنظمات المهتمة بالشؤون الإنسانية، بالإضافة للمجالس المحلية في محاولة لإشراك أكبر عدد ممكن من هذه الجهات بحيث يتم العمل على الإحصائيات سوية، والذي يعتبر تكملة لعملنا الذي بدأناه ببداية عام 2015.
أما الشق الثاني كان العمل على موضوع التدريب للمجالس المحلية وللقطاعات بشكل عام، حيث سيتم استهداف المجالس المحلية، وخاصة المكاتب الإغاثية بالإضافة لتزويدهم بنماذج محدثة لعمل الإحصائيات والاستبيانات، حيث يكون كل شيء منظم ومجدول بشكل صحيح، وبالتالي الاستفادة من المجالس المحلية، إضافة إلى أن المجالس سترفعها إلى الجهات المعنية بحيث يتم مساعدة أكبر عدد ممكن من المتضررين والمهجرين بالشمال السوري.
أما عن بداية عمل "منسقو الاستجابة" أشار "الشامي" قائلا: "بدأنا موضوع الاستجابات بعدد لا يتجاوز 5 أشخاص، حيث استفدنا من موضوع العلاقات العامة، وبالتالي استطعنا التواصل مع ناشطين بمناطق التهجير، إضافة للجهات المعنية الموجودة بتلك المناطق، حيث تم إحصاء عدد كبير من المهجرين ضمن تصنيفات كثيرة ذكورا وإناثا وكبارا بالسن وأطفالا، بالإضافة للحالات المرضية والإسعافية، كما تم إحصاء عدد القافلات والحافلات القادمة من مناطق التهجير لنقاط التبادل والتي هي غالباً إما "قلعة المضيق" بريف حماة، أو "الراشدين" بمدينة حلب.
وأكد "الشامي" أن هناك تعاونا كبيرا بين المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري ومنسقي الاستجابة.
في السياق نفسه قال "عبيدة دندوش"، أحد كوادر منظمة "SRD"، في الداخل السوري لـ"زمان الوصل" إنه تلقى دعوة من قبل فريق "منسقو الاستجابة" لحضور الاجتماع وشرح آليات عملهم.
وتابع "دندوش" أن التنسيق بين "منسقو الاستجابة" وجميع المنظمات بدأت بمراحل التهجير، عن طريق مجموعات "واتس آب" متعددة لتوزيع النشاطات والاستفادة من كل المنظمات الإنسانية.
وأكد أن هذا النشاط أثمر بتدخل المنظمات الإنسانية مع الفريق والذين لفتوا انتباه المنظمات إلى الحاجات الأساسية من مواد غذائية وغيرها في مراكز الإيواء وبعض المناطق، حيث كانت الاستجابة مباشرة وسريعة.
يذكر أن الشمال السوري شهد وصول عدد كبير من المهجرين من مناطق حمص وريفها والغوطة وحلب وغيرها ومؤخراً يتم الاستعداد لاستقبال مهجري درعا حيث كان لمنسقي الاستجابة دور كبير في الاستجابة لعمليات التهجير المتعددة للشمال السوري وتوجيه المنظمات لاستقبالهم وتأمينهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية