أراد النظام لجمهور الدمشقيين أن يشعروا بأنهم يعيشون حياة عادية كما كانوا يفعلون قبل سنوات الحرب، ومن أجل ذلك أقام معرضاً للزهور في حديقة "تشرين" المجاورة للقصر والتي كان عليهم تجنبها حيث لم يكن مسموحاً إلا للشبيحة وعناصر الحرس الجمهوري بدخولها.
المغرر بهم من عموم السوريين وبعض الباحثين عن فرجة أمل بحياة عادية ذهبوا بذكريات الزمن المنصرم، حيث كان رسم الدخول بين 5-10 ليرات لتكون صدمتهم الأولى أن الرسم تضاعف مرات ليصبح 200 ليرة على الفرد، ومن وصل من مكان بعيد سيدخل مضطراً متجاوزاً صدمة الدخول إلى ما هو أسوأ.
إحدى السيدات طلبت عدم ذكر اسمها بعثت برسالة إلى صفحة محلية تحت رسالة عنونتها:("زوار الشام بتجمعنا": أسعاره نار كاوية.. وبالعامية "تخورفنا")..تشرح فيها ما حصل: (دُعي عامة الشعب لحضور مهرجان "الشام بتجمعنا"، حيث انتشرت إعلاناته في طرقات العاصمة وعلى شاشات التلفاز وحتى على الصفحات الفيسبوكية، فتفاءل السوريون خيراً بمهرجان ما بعد الانتصار، وأعلن منظمو المهرجان عن إضافة خدمة شارع المأكولات لجذب مختلف فئات الشعب السوري".
السيدة المصدومة تحدثت عن شارع المأكولات غير المجانية: (زيارة شارع المأكولات ليست مجانية، بل عليك دفع مبلغ 500 ليرة سورية ثمن دخول ذلك الشارع؟).
أما عن بقية الأسعار فحسب، وصف السيدة كأنك تزور موقعاً سياحياً فزجاجة الماء الصغيرة سعرها 250 ليرة، وأما كيف يبرر الباعة هذه الأسعار فيجيب أحدهم: (استأجرنا بأسعار مرتفعة وليس لدينا حل غير رفع أسعار بضاعتنا لتعويض خسارتنا في الأجار).
تتساءل السيدة أخيراً: (لماذا يحرم الشعب السوري من أبسط حقوقه وهو حضور المهرجانات، وكيف لأصحاب الدخل المحدود أن يزوروا المعرض برفقة عائلاتهم، فهل عليهم أن يدفعوا نصف رواتبهم لساعتين يقضونها هناك).
معلقون سخروا ممن أصابهم "الخازوق" على حد رأيهم: (مشان تبطلو تشمو هوا)...وكون حديقة "تشرين" هي المتنفس الوحيد للدمشقيين تتذكر إحداهن: (معرض الزهور وقت ماكانت الامور بخير وماكنا فايتين بالحرب كان ببلاش والواحد بفوت ع الحديقة مع اكلاته وبروح يتفرج على المعرض ويرجع يقعد بالحديقة بقا ليه عاملين كل هل الشروط للدخول ممنوع الاكل ورسوم على دخول المعرض).
يدرك معظم السوريين أن كل فكرة المهرجان تقوم على ابتزاز المواطن بحجة الأمان التي يدعيّها النظام ويصدرها للخارج فيعلق أحدهم: (ياالله عم يشلحونه عينك عينك مصاري وبعدين بي هل لمرض مين المسئول جد ما بعرف شو بدي احكي).
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية