فيما تتواصل حملة النظام العسكرية على الجنوب السوري بمساندة الاحتلال الروسي ودعمه، انبرت "تل أبيب" للتدخل والإدلاء بدلوها، مؤكدة أنها اتخذت قرار صارما يقضي بعدم استقبال "أي لاجئ سوري"، وسط مخاوف حقيقية من موجة تهجير ونزوح جماعي ضخمة.
واستبقت الدولة العبرية قرارها هذا بترويج خبر عن تقديمها "عشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية" إلى مخيمات اللاجئين في جنوب غرب سوريا، بينها أطعمة وخيام ومواد طبية وملابس.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن "وزير الدفاع"، أفيغدور ليبرمان، قوله إن حكومة بلاده "مستعدة لتقديم أي مساعدة إنسانية للمدنيين والنساء والأطفال"، قبل أن يستدرك بوضوح: "لكننا لن نستقبل أي لاجئين سوريين على أراضينا".
وتدعي "تل أبيب" أن لديها مخاوف عميقة من تدفق الحشود عبر السياج الحدودي، ما يمكن أن يسمح بتسلل "الإرهابيين" ضمن هذه الجموع.
وتراقب القيادات العسكرية والأمنية في "تل أبيب" ما يجري في الجنوب السوري باهتمام بالغ، كونه يتعلق بـ"أمنها القومي" مباشرة، وهو "أمن" يبدو أنه لا يتأثر بتمدد بشار الأسد وحلفائه من باقي المليشيات، وسيطرتهم على مساحات جديدة من الجنوب السوري.
وفي سياق غير بعيد، جدد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس" دعوته إلى "وقف فوري" للعمليات العسكرية في جنوب سوريا، منوها بأنه "قلق للغاية من الهجوم العسكري في جنوب غرب سوريا وعواقبه المدمرة على المدنيين".
وذكّر "غوتيريس" بأن "المنطقة الجنوبية الغربية من سوريا هي جزء من خطة تهدئة توافق عليها الأردن وروسيا والولايات المتحدة"، داعيا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها.
وتقول أرقام صادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن أعداد من نزحوا نتيجة العملية العسكرية في الجنوب ناهز حدود 160 ألف شخص، مع توقعات بتصاعد أرقام النازحين، وسط جو من الإصرار الروسي على تطبيق سياسة الأرض المحروقة أو تسليم البلدات للنظام، من أجل أن يدخلها ويعيث فيها نهبا واعتقالا.
وسبق للحكومة الأردنية أن أعلنت إغلاق الحدود نهائيا بوجه أي لاجئ سوري، متذرعة بأن إمكاناتها لم تعد تسمح باستقبال مزيد من اللاجئين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية