وأخيرا هلّ هلال "نسور قرطاج" لينهي صيام 40 عاما عن الفوز خلال 5 مشاركات في كأس العالم، وليحقق أول انتصار لمنتخب عربي على منافس غير عربي في مونديال روسيا 2018، أي بعيدا عن الهزيمة الأهلية المحلية التي مني بها الفراعنة أمام السعودية.
الفوز التونسي الذي جاء متأخرا بطعم الهزيمة بعد وقوع الفأس بالرأس، تبعته مشاهد وأدت بقايا فرح كاد أن يبدد قليلا من حسرات العرب في المونديال، فأعاد احتفال البعض إلى الذاكرة الفرحة الاعتباطية لزوجين أعميين جاءهم صبي واصلا ملامسته ومداعبته حتى ألحقا الأذى بعينيه ليورّثاه العمى مكتسبا وليس بالفطرة..!
وعلى من كان الفوز؟؟ على فريق من إحدى جمهوريات الموز بعدما تزحلق النسور إثر هزيمتين من بلجيكا بخماسية مقابل هدفين ومن انكلترا بهدف الوقت القاتل، وفي مباراة تحصيل حاصل، فالوجهة، أيا كانت النتيجة، إلى مطار العودة بخفي حنين..!
تحدثنا كثيرا عن الفشل العربي في البطولة العالمية، حيث يروج إعلام "معليش يا شباب" أن المشاركة بحد ذاتها بطولة، لتبدو وفود منتخباتنا في محطات انطلاقها كما لو أنها تخلت عن العزيمة لتحمل روح الهزيمة بين أمتعتها في الطريق إلى البطولة، في حين نرى فرقا تقل تاريخا وقوة مقارنة مع الفرق العربية، ولكنها تذهب بعيدا في كأس العالم.
تذكروا فرقا افريقية مثل الكاميرون التي وصلت ربع نهائي مونديال إيطاليا 1990، وخرجت على أيدي مخترعي كرة القدم منتخب إنكلترا بصعوبة بالغة بعد الخسارة بثلاثة أهداف لهدفين، وكذلك نيجيريا التي وصلت مراحل متقدمة في أمريكا 1994، وكاد أن يصل ربع النهائي لولا هدف الدقيقة الأخيرة من المباراة التي حملت التعادل بقدم الساحر "روبيرتو باجيو"، قبل أن يسجل النجم نفسه هدف التأهل للطليان في الأشواط الإضافية..!
والسنغال في اليابان كوريا الجنوبية 2002، التي هزمت أبطال العالم "فرنسا" في المباراة الافتتاحية، وواصلت حلمها ببلوغ ربع نهائي البطولة قبل أن تخرج بهدف ذهبي أمام المنتخب التركي الذي حل ثالثا في تلك البطولة.
وليس بعيدا بالأمس تأهلت اليابان ذات التاريخ المتواضع، ورغم أن وصولها للدور الثاني حسمته البطاقات الصفراء التي تتدخل لأول مرة في تحديد صاحب بطاقة التأهل، إلا أن فريق الساموراي أظهر بروحه القتالية والجماعية شخصية قوية في الملعب، ومثله الفريق الكوري الجنوبي "نمور آسيا" الذي أخرج أبطال العالم الفريق الألماني صاحب الأرقام القياسية في المونديال لجهة مشاركاته وحصوله على البطولة وعدد مرات تأهله إلى أدوار متقدمة جدا الكثير منها وضعه طرفا في المباراة النهائية.
في المباريات السابقة قتل الوقت الضائع آمال الكثير من جمهور الكرة العربية بأهداف حاسمة بعضها جاء بنيران صديقة، حتى أوصلتنا خيباتنا إلى مباراة يمكن اعتبارها بشوطيها ضمن الوقت الضائع لأنها لا تضر ولا تنفع بعد أن سبق السيف العذل..!
*جودت حسون - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية