شهد الخميس أول أيام المعركة التي تزمع "هيئة تحرير الشام" خوضها في ريف إدلب تفجيرا انتحاريا بحزام ناسف استهدف حاجزا للهيئة وأوقع 3 إصابات بين عناصرها.
وفرضت الهيئة حظرا للتجوال في مدينة "سرمين" بريف إدلب ابتداءً من مغرب اليوم حتى إشعار آخر.
واستقدمت "تحرير الشام" تعزيزات عسكرية إلى محيط "مربع الموت" (في إشارة إلى "سرمين" و"النيرب" و"مصيبين وقميناس") التي تتمركز فيه خلايا تنظيم "الدولة" جنوب شرق محافظة إدلب بما يوحي باقتراب عملية عسكرية.
وأفاد مصدر أمني في الهيئة لمراسل "زمان الوصل" بأن القوات الأمنية التابعة لها نصبت حواجز على الطرق الواصلة بين البلدات المذكورة التي يتواجد فيها بقايا "جيش الشام" المبايع للتنظيم، كما تضم بقايا من "لواء سيوف الحق" و"لواء داود". وذكر أن الهيئة نشرت حواجزها على الطريق الواصل بين "إدلب" و"سرمين" ومدينتي "أريحا" و"سراقب"، كما استقدمت تعزيزات عسكرية من المناطق المجاورة.
وأشار المصدر إلى أن غالبية خلايا الاغتيالات التي نشطت مؤخراً في محافظة إدلب تنطلق من البلدات الأربع، حيث يتواجد حالياً فيها قائد "جيش الشام" (راشد طكو) الذي عاد من محافظة الرقة قبل عدة أشهر برفقة بعض المجموعات.
وأفاد المصدر بأن القوة الأمنية حصلت على معلومات في وقت سابق تشير إلى تورط مجموعات تابعة لـ"جيش الشام" وأخرى تتبع لتنظيم "جند الأقصى" سابقاً في الهجمات التي شهدتها محافظة إدلب مؤخراً، واستهدفت الكوادر العسكرية للفصائل بشكل أساسي، وأودت بحياة مدنيين في كثير من الأحيان.
ويرى مراقبون أن اقتحام المربع ليس بالأمر السهل من حيث المجموعات المتواجدة في البلدات الأربع، مشيرين إلى أن تلك البلدات مقر أساسي لجماعات ثلاث هم "حراس الدين" التابعين لـ"القاعدة" دون مواربة، "أنصار الدين" المقربين من "القاعدة" دون انتماء رسمي، و"أنصار التوحيد"، وهم بقايا تنظيم "جند الأقصى" الذي بايع تنظيم "الدولة".
مصدر آخر مقرب من الهيئة وصف في حديث لـ"زمان الوصل" المعركة المرتقبة بأنها "نهائية"، مشيرا إلى أنه تم التخطيط لها منذ فترة، وكانت مؤجلة مرحليا، إلا أن ما سرّع في تنفيذها العمل الذي قام به مسلحون من "سرمين"، حيث هاجموا حاجزا في جبل الزاوية تابعا لـ"صقور الشام" وقتلوا 3 عناصر منه.
وأضاف المصدر أن تسارع عمليات الاغتيال والمفخخات وضعت الهيئة، أمام خيار أجبرت عليه، وكان لا بد منه، بينما كان في حكم المؤجل خاصة في ظرف كهذا الظرف، حيث الحملة على درعا، غير أن "الأمور وصلت إلى حد لا يمكن تأجيله أبدا".
مصادر من مدينة "سراقب" أكدت أن البلدات الأربع محاصرة بالكامل بالتزامن مع رفع المتاريس الترابية من قبل الطرفين، وحصل قصف متبادل بينهما، ونفذت عملية انتحارية ذهب ضحيتها ثلاثة عناصر من الهيئة.
ومن بين الحشود المحاصرة أسلحة ثقيلة هاونات وعدة دبابات، وتضع الهيئة الموجودين في هذه البلدات أمام خيارين، إما التسليم وتسليم أسماء محددة ومعروفة أو الاقتحام، بحسب المصدر.
إدلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية