أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ما تبقى من مستشفيات حوران يحاول الصمود سرا و"أطباء بلا حدود": تدبروا أموركم وحدكم

من الحراك - جيتي

يحتار المدنيون في حوران أين يذهبون بجرحاهم، بعد أن طال قصف الطيران الروسي الحجر قبل البشر، وحرق الأخضر قبل اليابس، فلا مستشفيات تستقبل جرحاهم، ولا ملاجئ محصنة تؤويهم وتقيهم لهيب الصواريخ، أما مخيمات الإغاثة فهي رفاهية غير موجودة، بعد أن أعلنت الدول "الصديقة" تخليها عن الشعب وتركه لمصيره الأسود وحيدا.

في أقل من أسبوع واحد خرجت مستشفيات (بصر الحرير، والحراك، وصيدا، والمسيفرة، والجيزة، والغارية الشرقية) عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر، فيما أغلقت المتبقية أبوابها خوفا من الدمار، وتحولت لمستشفيات متنقلة، أو تحت طيات الأرض، لكنها لا تفي باحتياجات الجرحى لأن غرف عملياتها فقيرة بالمعدات، فضلا عن أنها لا تحوي على غرف العناية المشددة والمركزة والإنعاش.

الحالة هذه أنذرت بقرب حدوث كارثة إنسانية، في ظل غياب أي تدخلات ضاغطة باتجاه إيقاف حرب الإبادة المستهدفة للبشر في المنازل والملاجئ والمستشفيات، أو أي حراك أممي ودولي لإنقاذ أكثر من 70 ألف نازح باتوا في العراء لا ظل ولا مأوى.

الطبيب "تيسير الزعبي" أكد لـ"زمان الوصل" استهداف الطيران الروسي لجميع المستشفيات، وأن نسبة الدمار فيها وصل إلى 60 بالمائة، مشيرا إلى أن أعداد الجرحى مرتفعة جدا، من الصعب توثيقها في ظل حرب الدمار الشامل التي تتعرض لها حوران.

وأوضح "الزعبي" أن الكواد الطبية تقتصر على الاسعافية، وأن أعدادا كبيرة من الجرحى في الشوارع لا يمكن الوصول إليهم، بسبب قصف الطيران المكثف على جميع قرى والبلدات، منتقدا إغلاق الحدود وعدم وجود مخيمات أممية تحمي المدنيين الهائمين على وجوههم في السهول والبراري.

وقال: "أحد المنظمات أخبرتنا منذ عشرة أيام (قبل بدء الحملة العسكرية) بأنها غير قادرة على إدخال المواد الطبية، كما أخبرت المستشفيات التابعة لها، بضرورة تقنين المواد الطبية، وأن تحتفظ بها إلى أجل غير مسمى".

وأضاف: "المكان الذي أتواجد فيه الآن تعرض من صباح اليوم الأربعاء لأكثر من 150 غارة (حتى عصر اليوم)، الوضع سيئ للغاية وفي تدهور مستمر"، مناشدا جميع المنظمات الأممية والدولية التدخل لوقف المجازر وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها".

ولفت "الزعبي" إلى أن "الخيارات تكاد تكون معدومة أمام أي جهد طبي فالقصف المتواصل وحرق المدن بأهلها يحول دون العمل السريع لمحاولة لإنقاد الأرواح".

من جهته، أكد مدير الصحة درعا الحرة "خالد العميان" على أن المنطقة الشرقية من حوران تعرضت لهجوم شرس وحملة إبادة، ما أدى لخروج مستشفيات عن الخدمة.

وحتى قرى بأكملها خرجت وباتت من دون سكان، كما حدث في "بصر الحرير، وناحتة، واللجاة".

وفي تصريح لـ"زمان الوصل" قال: "منذ البداية سعينا لإيجاد بدائل عن الأمكنة المعروفة (مكان مخفي) وتم نقل المستشفيات إليها، كما حدث مع مستشفى الحراك. المدنيون بحاجة للخدمات الطبية والإسعافية، وكذلك يحتاج اللاجئون الذين تجاوزت أعدادهم الـ50 ألفا للعلاج وللمراكز الطبية، لا يزال يوجد بعض المستشفيات السرية التي تقدم الخدمات، والعيادات المتنقلة".

وأوضح "العميان" أن المخزون من الأدوية والمواد الطبية كافٍ لتغطية حاجة المحافظة، كما أكد على أن المنظمات الدولية والإنسانية متعاونة وتقدم الأدوية مثل "منظمة الصحة العالمية" التي تحاول العمل بكل طاقاتها مساعدتنا ولتقديم الخدمات للمدنيين.

وشدد مدير الصحة في درعا، على "أنه لا يمكن شراء الأدوية، لأن المنطقة محاصرة، لكن طريق الأردن ما زال مفتوحا وتدخل منه المساعدات الدوائية".

وقال: "قادرون على الصمود لمدة شهور، لكن ما يخيف هو القصف العنيف. الجميع بات يعرف سياسة روسيا والنظام المتمثلة أولا بالرغبة في كسر إرادة الناس" مضيفا: "المديرية شكلت خلية أزمة بهدف رأب الفجوات التي يمكن حدوثها ونتوقعها".

مدير مستشفى "معربة" الميداني الدكتور "محمد العبد الله" قال: "النظام يتقصد استهداف كل المراكز الطبية في بداية أي عمل عسكري، لذلك عمدنا إلى إنشاء مستشفيات بديلة تحت الأرض وخارج نطاق القرى والبلدات، ومع بدء الحملة العسكرية على حوران تم إغلاق جميع المراكز الطبية وانتقل الفريق الطبي إلى العمل تحت الأرض لنكون بأمان ونجنب المدنيين القتل والقصف".

وأكد "العبد الله" على أن "مخازن الأدوية المتواجدة تساعد في تقديم الواجب الطبي والإسعافي للمصابين، لكننا أمام يوميات بالغة التعقيد خصوصا في الإصابات الكبيرة والتي تحتاج لغرف عمليات متكاملة".

محمد الحمادي - زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي