أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اقر"غزة المعجزات" .. والفتاة اميرة خير دليل.. محمد عثمان

كنت اظن ان عهد المعجزات قد ولى وذهب ولكن في قطاع غزة ما زالت هناك تحدث المعجزات و لا مكان فيها للمستحيلات , وبالمعنى الاصح اننا نحن لانعيش في عصر المعجزات ولكننا نعيش في غزة المعجزات وتحدي كل المستحيلات , غزة والذي كل شيء فيها لا يطاق من حصار وقتل وتجويع ولكنه و بصمود اهلها يتحول كل ذلك الى امل وتفاؤل ...

اميرة القرم , فتاة من مدينة غزة تبلغ من العمر خمسة عشر عاما قتل الاحتلال الاسرائيلي والدها وشقيقتها وشقيقها مساء يوم الخميس الماضي واصيبت هي بجراح خطرة في قدمها و صفيت دمائها بحيث لم يعد في جسدها النحيل سوى خمسة وحدات من الدماء واصبحت ما بين الحياة والموت ... ولكن ... الحياة كانت اقوى والامل والايمان لديها كانا راسخين ... فقد نجحت اميرة الاميرات الصغيرة من موت محقق حين تسللت من بيتهم المدمر على رأسها ورأس والدها وشقيقيها الشهداء الى بيت جارهم المهجور وجلست فيه لمدة يومين دون رعاية وهي جريحة ...ودمائها تنزف ...وعيونها لم تمل عن البكاء ليس لانها جريحة او لانها فقدت عائلتها بل لانها ولدت في زمن اصبحت فيها حياة الانسان ارخص من أي شيء ...


حين بدأت اكتب هذا المقال لم اكتبه كي يبكي العالم او يشفق على هذه الفتاة وحال باقي الجرحى والشهداء وانما كي اقول ان الشعب الفلسطيني دوما بارادته القوية يصنع المعجزات في عصر الوقائع والماديات , وكي اقول ايضا ان الشعب الفلسطيني دوما يحول اليأس الى امل والموت الى حياة ... انها معادلات صعبة الفهم ولكنها سهلة على الفلسطينيين في ظروف صمت كئيب باتت من الصعب فهمها او تقبلها ...



ورسالتي الى العالم ارجو ان تترك هذه القصص بل الرواية بل المأساة بكل ما لهذه الكلمات من معنى ارجو واتمنى هي وغيرها من القصص المأساوية الاخرى والتي حدثت في قطاع غزة ان تترك اثرا ليس في قلوب من يعيش في هذا العالم الصامت بل في افعالهم تجاه شعب واطفال ورجال ونساء فلسطين , وان تترك اثرا في صلة هذا العالم في ذلك الكيان المسخ والذي يسمى باسرائيل لانه اتضح جليا انه ضد الانسانية , والدليل الاخير على هذا ما حصل مع اميرة وعائلتها.




وفي النهاية رسالتي الى اميرة فلسطين , انت مثال لكل طفل وشخص فلسطيني كان قدره بأن يولد ويعيش ويعاني على هذه الارض الطاهرة ... يا زهرة غزة واميرة فلسطين فقط اصبري واحتسبي عند الله ... وعظم الله اجرك...



قطاع غزة
[email protected]

(115)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي