قلّد وزير التربية الفرنسي "جان ميشال بلانكر" المصور والفنان السوري "عمار عبد ربه" وسام الفنون والآداب بدرجة فارس مساء الجمعة الماضي، وهو وسام أنشأه وزير الثقافة الراحل الكاتب الفرنسي "اندريه مالرو" عام 1959 في عهد الرئيس الفرنسي شارل ديغول.
ويكرّم من خلاله المبدعون والعاملون في مجال الفن والآداب، ويعد "عبد ربه" من المصورين الصحفيين القلائل الذين منحوا هذا الوسام عن مجمل سيرته الفنية، وأقيم حفل تقليده في حديقة وزارة التربية على مدخل المكتب الذي ولد فيه مبدأ المدرسة العلمانية المجانية والإلزامية للجميع، بحضور حشد كبير من الفنانين كالفنان "فارس الحلو" والمصور الحلبي "زكريا عبد الكافي" والسينمائية "هالة عبدالله" والممثلة "دارينا الجندي" وأصدقاء من عالم الفن مثل الرسامة اللبنانية "زينة ابي راشد" والفنانة "لميا زيادة"، وشخصيات دبلوماسية فرنسية مثل "ايمانويل بون" مدير مكتب وزير الخارجية الحالي وسفير سابق في بيروت و"بيار هاسكي" رئيس منظمة "مراسلون بلا حدود" وتطرق "عمار عبد ربّه" في كلمة له أمام المحتفلين به إلى جوانب من هجرته إلى فرنسا قبل 40 عاماً، حيث كان يعيش في بيروت هرباً من الحرب التي كانت قد اشتعلت فيها قبل هذا التاريخ بثلاث سنوات، وعن دور والديه في تشجيعه على ارتياد المتاحف والمعالم الدينية والسياحية في باريس، وتحدث المصور العالمي عن تأثير اللجوء في شخصيته فاللجوء -كما قال- لا يعني بالضرورة أن تكون في مخيم أو خيمة بل هو حالة ذهنية.


وروى أنه كان يعيش مع عائلته في" الدائرة الخامسة عشرة" بباريس ولم يكن يعرف كم من الوقت سيبقى ومتى سيعود إلى بلاده، وعرّج عبد ربه في كلمته على من أسماهم راكبي قوارب الموت من المهاجرين، وكان مثلهم حيث عبرَ الحدود والمنافي وصولاً إلى فرنسا حيث يقيم اليوم.
وأشار عبد ربّه في كلمته إلى وضع المصورين والحرب الدائرة في سوريا وموضوع الأخبار الكاذبة وكيف يمكن معالجتها، وذكّر الفنان المحتفى به بالصحافيين والمصورين والأشخاص العاديين والسجناء السياسيين والفنانين الذين أنشدوا للحرية ومنهم الممثلة والشاعرة السورية الراحلة "فدوى سليمان" عاشقة الحرية والعلمانية التي رحلت منذ أشهر في باريس.
وقال "عمار عبد ربه" في تصريح خاص بـ"زمان الوصل" إن هذا التكريم هو بمثابة اعتراف بمسيرته المهنية التي لا تحب القيود ولا تريد أن تحصر نفسها في زاوية واحدة لأنه –كما يقول- يحب تصوير الثوار في حلب، كما يحب تصوير الممثلات والنجوم في مهرجان "كان" والزعماء والناس العاديين والفنانين والمبدعين إلخ، وتابع محدثنا أنه لا يرغب في أن يبقى حبيس زاوية واحدة كمصور للحروب مثلاً فيأتي هذا التكريم ليزيّن هذه المسيرة.
ولفت محدثنا إلى أن هذا التكريم أيضاً "هو بمثابة تكريم للجنود المجهولين خلف العدسات الذين يكرسون حياتهم لإنتاج صور تقتنصها الصحف والمجلات والمواقع والحسابات الشخصية وأحياناً بدون أي مبالاة أو مراعاة للمصور أو لحقوقه".
ولد "عمار عبد ربه" في العاصمة السورية دمشق في عام 1966 وعاش في طرابلس ليبيا وبيروت لبنان قبل أن يأتي إلى فرنسا في سن الثانية عشر ومنذ ذلك الحين وهو يعيش فيها، حيث حصل على الجنسية الفرنسية، بالإضافة إلى جنسيته السورية، وفي سن الـ15 فاز بمسابقة مدرسية في مجال الكتابة عن المقاومة الفرنسية ضد النازيين وتلقى تكريماً مع الفائزين الآخرين من قبل عمدة باريس آنذاك "جاك شيراك" وجمع أرشيفه الكثير من الصور للزعماء والمشاهير العرب والعالميين كالملكة اليزابيث، ورئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو والملك الأردني عبد الله بن الحسين والأمير الوليد بن طلال والمغني العالمي مايكل جاكسون وعالم الفيزياء "ستيفن هوكينج"، وتجاوز عدد زوار صفحته في معرضه الافتراضي على موقع "فليكر" العالمي مليونين و500 ألف زائر.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية