أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إعلامي سوري يحل أزمة حليب الأطفال في مخيم "دير بلوط" مؤقتا

يقطن في مخيم "دير بلوط" ما يقارب 4 آلاف مهجّر، معظمهم من مدن وبلدات جنوب دمشق

تعاني العائلات التي تقطن مخيم "دير بلوط" في ريف "عفرين" شمال سوريا، من صعوبة بالغة في تأمين مادة حليب الأطفال، بسبب عدم قدرتها على شرائه؛ نتيجة الفقر وتردي الأوضاع المادية للمهجّرين داخل المخيم.

في هذا الصدد قال "محمد أسامة"، أحد أبناء منطقة جنوب دمشق القاطنين في مخيم "دير بلوط"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن الظروف المعيشية القاسية للمهجّرين لا تسمح لهم بشراء حليب الأطفال بشكلٍ مستمر، ولذلك يتوجب على المعنيين بأمور المخيمات والمنظمات الإنسانية التكفل والمساهمة بتوفير هذه المادة الأساسية لنمو الأطفال.

وأضاف أن غالبية العائلات ليس لها القدرة المادية على شراء حليب الأطفال، نظراً للفقر وضيق الحال وانعدام الدخل، وفي ظل غياب الحليب لم يبقَ أمام تلك العائلات سوى محلول مكون من الماء والتمر لإطعام أطفالها، وهو ما قد ينجم عنه إصابة الأطفال بالجفاف، ولا سيما إن كان الطفل مصاباً بالتهابات في المعدة والأمعاء.

قدّر "أسامة" حاجة أطفال مخيم "دير بلوط" من الحليب بحوالي 150 علبة أسبوعياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أسعار مادة حليب الأطفال مرتفعة في المنطقة، حيث يصل سعر العلبة الواحدة منها إلى نحو 3 آلاف ليرة سورية، وهي بالكاد تكفي لمدّة أسبوع واحد على أفضل تقدير.

إلى ذلك تعاني الأسر المهجّرة داخل مخيم "دير بلوط" من غيابٍ شبه كامل للرعاية الصحية الخاصة بالأطفال؛ الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على الأهالي الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن تغطية نفقات العلاج بسبب انعدام الدخل والمورد.

وأشار "أبو شاكر"، وهو رب أسرة مكونة من أربعة أفراد، هُجِر قبل شهرين من منطقة القلمون الشرقي، إلى أن معاناة الأهالي ازدادت كثيراً خلال الشهرين الماضيين، وسط غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بصورة مستمرة في المنطقة.

وأضاف قائلاً لـ"زمان الوصل"، قام جميع من في مخيم "دير بلوط" بإنفاق مدّخراتهم المادّية على مصروفات العائلة وخصوصاً مستلزمات وأغذية الأطفال. 

بدورها قالت "أم عمر"، ربة أسرة من ريف حمص الشمالي، لموقع "زمان الوصل" إن الأمهات في المخيم لا يتمكنَّ من إرضاع أو إشباع أطفالهن، لعدّة عوامل منها: سوء النظام الغذائي للأم، وعدم وجود مركز يعنى بالاهتمام بالنساء الحوامل أو اللواتي أنجبن حديثاً في المخيم، بالإضافة إلى الضغوط النفسية الكبيرة التي تعرضت لها الأمهات منذ بدء رحلة النزوح، حسب تعبيرها.

كان ناشطون محليون من منطقة جنوب دمشق أطلقوا قبل حوالي اليومين، نداء استغاثة من أجل مساعدة العائلات المهجّرة في مخيم "دير بلوط" على تأمين حاجة أطفالهم من مادة الحليب، وسرعان ما لاقى النداء تفاعلاً من "موسى العمر" الإعلامي السوري المعروف، إذ تكفل بتغطية نفقات شراء مادة الحليب لأطفال المخيم لمدّة ثلاثة أشهر.

يقطن في مخيم "دير بلوط" ما يقارب 4 آلاف مهجّر، معظمهم من مدن وبلدات جنوب دمشق، بالإضافة إلى مهجرين آخرين من منطقة القلمون الشرقي وريف حمص، وهم يعانون من تردي الأوضاع الاقتصادية والفقر وانتشار البطالة، ومع تدني الخدمات المقدمة لهم في المخيم فهم بحاجة لمساعدات غذائية وطبية مستمرة.

زمان الوصل
(108)    هل أعجبتك المقالة (148)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي