أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"المعلمون أولاً".. حملة للفت الأنظار إلى معاناة معلمي "الغوطة" في الشمال السوري

من ريف إدلب - جيتي

أطلق معلمو "الغوطة الشرقية" المهجّرون قسراً إلى الشمال السوري، مساء يوم أمس السبت، حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "المعلمون أولاً"، وذلك بهدف توجيه الأنظار إلى معاناتهم، وعدم قدرتهم على تحصيل فرص عمل، أو تعويض مادي كبدل تهجير.

في هذا الشأن قال "خالد المصري"، وهو معلمٌ من "الغوطة الشرقية"، نزح إلى مدينة "عفرين" في الشمال السوري، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن الحملة جاءت لتسليط الضوء بشكلٍ أكبر على أوضاع المعلمين الذين تعرضوا إلى الإهمال من قبل القائمين على سير العملية التعليمية في "مديرية التربية في محافظة دمشق وريفها"، ولا سيما بعد خروجهم من منطقة "الغوطة الشرقية" إلى الشمال السوري.

وأضاف: يعاني المعلمون من "أبناء الغوطة الشرقية" عموماً من عدم توفر فرص عمل لهم في المناطق التي هُجِروا إليها، كما أنهم لم يتلقوا حتى الآن أي دعمٍ مادي يذكر من المنظمات المحلية أو الدولية التي تنشط في أماكن عدّة من الشمال السوري.

ولفتّ "المصري" إلى أن "مديرية التربية في محافظة دمشق وريفها"، أخلّت بوعودها السابقة لمعلمي "الغوطة الشرقية"، والتي تتضمن منحهم شهادات خبرة في العمل التربوي؛ الأمر الذي من شأنه أن يساعدهم في ضمان حصولهم على وظائف في القطاع التعليمي في الأماكن التي هُجِروا إليها في الشمال السوري.

بدوره قال الأستاذ "محمد هارون" وهو مدرسٌ من مدينة "دوما"، إن المعلمين من أبناء "الغوطة الشرقية" يعيشون "أوضاعاً مأساوية وأياماً عصيبة"، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على وظيفة تمكنهم من العودة إلى مزاولة مهنة التدريس مجدداً، فضلاً عن صعوبات إضافية أخرى ناجمة عن التهجير القسري الذي حلّ بهم وبعائلاتهم.

وأضاف لـ"زمان الوصل" قائلا "بذل معلمو الغوطة الشرقية وعلى مدار السنوات الماضية ما في بوسعهم للحفاظ على سير العملية التعليمية في مدارس المنطقة، وبالتالي فإنهم ساهموا إلى حدٍ كبير بالحد من انتشار الجهل بين أبنائها، وذلك بالرغم من القصف والحصار وانعدام الموارد وقلة الرواتب.

وأوضح أن معلمي "الغوطة الشرقية" يتمتعون بخبرات تربوية عالية، تمتد لفترةٍ زمنية لا تقل عن 5 أعوام، إلا أنهم لم يتلقوا في المقابل أي تعويضات مادية عن تلك الفترة، ناهيك عن كونهم يعانون في الوقت الراهن من ظروف معيشية قاسية تفوق بقساوتها ما شهدته "الغوطة الشرقية" خلال الأعوام الفائتة.

وأشار "هارون" إلى أنه أُجبر على العمل في أحد محلات بيع الجملة في مدينة "الباب" في "ريف حلب" الشمالي، حتى يتمكن من إعالة وتأمين احتياجات أسرته المكونة من أربعة أفراد، حاله في ذلك حال بقية المعلمين من أبناء منطقته، الذين لم يتسنَّ لهم الحصول على وظيفة في مجال دراستهم وتحصيلهم العلمي.

*رواتب ضعيفة
من جانبٍ آخر يعزف الكثير من المعلمين المهجّرين من منطقة ريف دمشق، إلى الشمال السوري، عن الالتحاق بمهنة التعليم، وباتوا عوضاً عن ذلك يفضلون مزاولة مهنٍ أخرى تضمن لهم دخلاً مادياً يساعدهم على مواجهة متطلبات التحديات اليومية، وهنا نوّه "هارون" إلى أنه قام بالتسجيل على وظيفة منذ لحظة وصوله إلى الشمال السوري، إلا أنه لم يحظَ بأي فرصة للعودة لمزاولة نشاطه كمدرسٍ لمادة "اللغة العربية" في مدارس المنطقة.

إضافةً إلى ذلك بينّ "هارون" أن رواتب المعلمين في الشمال السوري ضعيفة وتتراوح من 100 إلى 150 دولار في أفضل حالاتها، تبعاً للجهة الداعمة، وهي غير منتظمة ولا يتم تسليمها شهرياً؛ وإنما على دفعات كل ثلاثة أو سنة أشهر، وهو ما ينعكس سلباً على الحياة المعيشية للمعلمين وأسرهم.

يأمل المعلمون المشاركون في الحملة أن تنجح حملتهم بالضغط على "الحكومة المؤقتة"، بما يسهم في تخفيف معاناتهم لأنها ووفقاً لما أشار إليه "المصري" فإنها السبيل الوحيد المتاح أمامهم لتحسين أوضاعهم المعيشية في ظل ظروف النزوح المصاحبة لهم والاكتظاظ السكاني الكبير وقلة فرص العمل في الشمال السوري.

الجدير بالذكر أن نحو 50 ألف نازح من "الغوطة الشرقية"، وصلوا قبل ما يزيد عن الشهرين إلى الشمال السوري، عقب سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له على مدن وبلدات المنطقة.

زمان الوصل
(101)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي