بعد يومين من رسالة واشنطن الداعية لضبط النفس والالتزام باتفاق "خفض التصعيد"، أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم السبت، خطابها الثاني لفصائل الجبهة الجنوبية، مؤكدة خلاله على أنها لن تتدخل عسكريا، وأن أي قرار متخذ من قبل الفصائل يجب أن يبنى على هذا التأكيد.
وقالت الخارجية الأمريكية في رسالتها: "نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري يخرق منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا".
وأضافت: "ولكننا لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم كما ترونها وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا".
ومضت مطالبة: "يجب أن يتخذ قراركم على أساس تقديركم لمصالحكم ومصالح أهاليكم، وهذا التقدير وهذا القرار في يدكم فحسب".
وكانت واشنطن قد أرسلت يوم الخميس الماضي للجبهة الجنوبية، موضحة بأنها تسعى دبلوماسيا مع الروس من أجل المحافظة على قرار "خفض التصعيد"، ومطالبة الالتزام بالصبر عدم الانجرار وراء استفزازات نظام الأسد، لكنها قدرت حق الفصائل في الدفاع عن النفس.
وعلى الأرض، أفاد ناشطون بأن الطيران الروسي شن غارات مكثفة على بلدة "بصر الحرير"، في وقت متأخر من مساء أمس، وسجلوا أكثر من 23 غارة جوية طالت المنازل وأحدثت بها دمارا كبيرا.
وما تزال فصائل المقاومة السورية تتصدى لقوات الأسد، موقعة في صفوفها قتلى وجرحى، حيث تمكنت اليوم من قتل عدد من عناصر قوات "النمر" التابعة لـ"سهيل الحسن".
غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" أكدت على حدوث معارك عنيفة خاضتها وحدات المشاة والإسناد الناري في غرفة "عمليات اللجاة"، مشددة على أنها تصدت لجميع محاولات قوات الأسد، والميليشيات الإيرانية، التقدم باتجاه عدد من المحاور في المنطقة.
وقالت الغرفة: "تمكنت وحداتنا من التصدي لأكثر من خمس محاولات اقتحام باتجاه محور (الشياح) و(الداما)، في ظل قصف مدفعي وصاروخي عنيف تشهده المنطقة، فضلاً عن الاستهداف المتكرر لمحاور القتال ومنازل المدنيين من قبل الطيران الحربي والمروحي بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، ولا تزال قواتنا تشتبك مع المجموعات المهاجمة حتى اللحظة".
وسبق للغرفة أن أعلنت صباح اليوم أن وحدات المشاة والإسناد الناري في غرفة عمليات "اللجاة"، أفشلت محاولة تقدم لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية على محور (الدلافة) و(حران) شرق درعا، وتمكنت من قتل خمسة عناصر منهم.
ومن بين القتلى بحسب ما نشرت صفحات النظام الموالية، العميد الركن "محمود شرف كركوتلي"، من مرتبات الفرقة الرابعة (قسم الهندسة).
من جهتها اعترفت قاعدة "حميميم" الروسية بوقوع خسائر كبيرة في صفوف ما يسمى "قوات النمر"، وردا على أسئلة أحد الموالين قالت القاعدة: "نأسف بالقول إن القوات الحكومية تلقت خسائر في صفوف قوات العميد السوري سهيل الحسن، وفقدت 5 ضباط بينهم عميد من النخبة، بالإضافة إلى 20 عنصرا من القوات الرديفة نتيجة المواجهات العنيفة شمال شرق درعا".
وأضافت: "نعتقد أن القوات الحكومية ستواجه صعوبة كبيرة في تحقيق التقدم البري وخاصة أن منطقة اللجاة شمال شرق درعا تعد منطقة ذات طبيعة صخرية وعرة".
في تلك الأثناء، كثفت قوات الأسد من قصفها الجوي والصاروخي لبلدات حوران، مستهدفة قرى منطقة "اللجاة"، و"الحراك وبصر الحرير والمليحة الشرقية والمسيفرة وطفس والغارية الغربية".
وقضت طفلة في بلدة "الغارية الغربية" وشاب "النعيمة"، إثر القصف الذي أدى أيضا إلى حدوث حريق كبير في المحاصيل الزراعية في بلدة "الكرك الشرقي".
وما تزال عمليات نزوح المدنيين باتجاه الحدود الأردنية مستمرة، ووصف ناشطون حال النازحين بالصعب والمزري، لأنهم افترشوا الأرض لا يوجد أي مأوى لهم، مطالبين المنظمات الدولية تقديم يد العون لهم وفتح الحدود أمامهم للوصول إلى مخيمات الأردن.
وفيما يتعلق بالتوتر الحاصل بين محافظتي درعا والسويداء، نشر أبناء السويداء بيانا قالوا فيه إن الكثير من المناطق رفضت دخول قوات الأسد إليها، كما يرفض أبناؤهم المشاركة بالقتال، مشددين على أن من يشارك هم المحسوبون على النظام فقط".
من جهتها طالبت "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" من أهالي ووجهاء محافظة السويداء في بيان مماثل تحييد مدنهم عن الحملة العسكرية بعد أن اتخذت الميليشيات معظم قرى المحافظة منطلق لعملياتهم ومرابض للقصف في استهداف مدن درعا كما حذرت المدنيين من الاقتراب من المواقع الأمنية والعسكرية لقوات النظام وميليشياتها الطائفية في السويداء.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية