أقدم عناصر من الأمن العام اللبناني في "بعلبك" على انتحال شخصيات موظفين تابعين للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بهدف الإيقاع بلاجئين سوريين من مخيمات "عرسال".
وقال مصدر خاص لـ"زمان الوصل" إن دورية تابعة للأمن العام اللبناني مؤلفة من 5 أشخاص يستقلون سيارة جيب سوداء اللون دخلت مخيم "مساكن القلمون" في منطقة "الجفر" صباح الأربعاء، وقدموا أنفسهم للشخص المشرف على المخيم ويدعى "أبو أسعد" على أنهم موظفون يتبعون للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهدفهم مقابلة العوائل السورية والتحدث إليهم بخصوص ما أثير عن عودة 3 آلاف لاجئ سوري إلى مناطق في القلمون الغربي.
المصدر الذي نتحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أكد أنه كان شاهدا على ما حدث، مشيرا إلى أن عنصرين من الدورية رافقا مشرف المخيم "أبو أسعد" ودخلا الخيام لاستطلاع آراء سكانها حول موضوع العودة.
وأضاف أن الشخصين سألا اللاجئين في المخيم عن رأيهم بالعودة، وعن مصير ممتلكاتهم وبيوتهم في سوريا في حال لم يذهبوا، وهل من ضغوطات تمارس بحقهم من قبل السلطات اللبنانية تجبرهم على العودة.
وكان من بين الخيام التي دخلها العنصران بحسب ما أفاد المصدر خيمة اللاجئ "وليد خالد البراقي" (61 عاما) من بلدة "حوش عرب" في القلمون الغربي، وسألاه الأسئلة نفسها حول العودة إلى سوريا ومخاطرها وهل يرغب بالعودة أم ينوي البقاء وماهي الصعوبات التي تواجهه كلاجئ في المخيمات.
وبعد انتهاء المقابلة غادر العنصران خيمته بشكل عادي وهادئ وتوجها نحو سيارة الجيب، وما هي إلا ثوانٍ حتى عاد العنصران من السيارة وبرفقتهم ثلاثة آخرون كانوا مختبئين داخل السيارة يرتدون بزاتهم العسكرية ويحملون البنادق الحربية، دخلوا خيمة "البراقي" بشكل عنيف وألقوا به في السيارة بعد أن كبلوا يديه، والكلام للمصدر، الذي أكد أنهم فتشوا الخيمة "بشكل جنوني" وصادروا جوالات زوجته وأولاده وأوراقهم الثبوتية ثم ركبوا سيارتهم وذهبوا مسرعين.
"ثائر البراقي" أحد أبناء المعتقل "وليد خالد البراقي" والمدرس في أحد مخيمات "عرسال"، خرج باحثا عن مصير والده، حيث توجه لمكتب التنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في البلدة، وسأل المشرف "ربيع الحجيري" عن مكان والده، ولماذا قام موظفو المفوضية باعتقاله، لكن المشرف نفى له أي علم له بمثل هذه الإجراءات في مكاتب المفوضية.
عرف "ثائر" فيما بعد أن والده معتقل داخل زنازين الأمن العام اللبناني في بيروت وأن هؤلاء الأشخاص الخمسة الذين اعتقلوا والده ما هم إلا عناصر من الأمن العام اللبناني ولا صلة لهم بموظفي المفوضية.
ولا تعتبر حادثة انتحال عناصر أمنية لبنانية لشخصيات تعود لموظفين يعملون في المفوضية هي الأولى في مخيمات "عرسال"، إذ أقدمت عناصر من الأمن العام اللبناني قبل أيام على اعتقال لاجئ من بلدة "جراجير" في القلمون الغربي رفض أقاربه ذكر أسمه" بعدما أوهموه بأنهم من "المكتب النرويجي" الذي يتبع للمفوضية في "عرسال"، وأنهم سيقومون بإكساء منزله وتركيب شبابيك وأبواب لمنزله التابع للمفوضية في منطقة "الجفر" بحسب ما نقل مقربون من المعتقل لـ"زمان الوصل"، وعند حضورهم لمنزله قاموا باعتقاله على الفور.
ووثقت "زمان الوصل" شهادات حصلت عليها من لاجئين داخل مخيمات "عرسال" عن قيام عناصر تابعة للأمن العام اللبناني خلال الأيام القليلة الماضية باستخدام الخدعة نفسها للإيقاع بلاجئين سوريين داخل مخيمات عرسال "تتحفظ زمان الوصل عن ذكر أسمائهم حرصا على سلامتهم داخل المعتقلات اللبنانية".
أبو مروان أحد أقارب الذين تم اعتقالهم أفاد لـ"زمان الوصل" بأن عناصر تابعين للأمن العام اللبناني انتحلوا شخصيات تابعة للمفوضية حيث اتصلوا بقريب له عبر الهاتف بداية الشهر الجاري وطلبوا منه البقاء ضمن خيمته ريثما يصلوا إليه ليتم تسوية وضعه المالي مع المفوضية وتجديد قسيمته الغذائية والمالية التي تم حرمانه منها بعد فصله من سجلات المفوضية، وعند حضورهم عملوا على اعتقاله .
يضيف "أبو مروان": "حوادث انتحال عناصر أمنية من الأمن العام اللبناني لشخصيات موظفين يتبعون للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتي تكررت أكثر من مرة داخل المخيمات في عرسال أرخت بظلالها المرعبة على 60 ألف لاجئ في عرسال".
هذا الرعب عبر عنه بعضهم بالخوف على نسائهم وأطفالهم وأعراضهم وحياتهم من ذلك "المنتحل" المخيف الذي تعود أن يأتيهم بلبوس مفوضية من المفروض أنها وجدت لحمايته بينما طالب آخرون المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء "عباس إبراهيم" والمسؤولين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتصفية خلافاتهم بعيدا عن المخيمات وأن لا يحولوها حلبة لتصفية حسابات.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية