بعد أن قدم الحاج "عايد اليتيم" خمسة من أبنائه شهداء في الثورة السورية، أعلن أنه نذر الخمسة الباقين للدفاع عن "حوران"، ليقفوا في وجه قوات الأسد والميليشيات الطائفية التي بدأت حملة عسكرية في المحافظة، بهدف إعادة السيطرة عليها.
الحاج (عايد اليتيم 75 عاما) وهو والد الشهيد "أسامة اليتيم" مؤسس ورئيس محكمة "دار العدل" في حوران، والذي تبين لاحقا أن عملية اغتياله (15 كانون الأول ديسمبر/2015) على الطريق الحربي، كانت مدبرة من قبل "حركة المثنى" المبايعة لتنظيم "الدولة"، حيث قضى معه شقيقاه "معاذ" و"مهند".
وقبل عملية الاغتيال للأبناء الثلاثة بعام كامل، فقد الحاج "اليتيم" ابنه "براء" في منطقة "مثلث الموت"، حيث كان قائدا لـ"كتيبة الاقتحام"، وأوجعت ضربات مجموعته ميليشيات إيران الطائفية ومنعتها من التقدم باتجاه المنطقة، وقبله بنحو 20 يوما استشهد ابنه "طارق" جراء القصف بالبراميل المتفجرة.
وفي حديث خاص مع "زمان الوصل" قال الحاج "اليتيم" إنه طلب من أبنائه الخمسة الباقين التوجه إلى الجبهات لمشاركة الثوار في التصدي لـ"عصابات الأسد المجرمة"، مبديا استعداده لتسليحهم على نفقته الخاصة.
ويعيش مع الحاج "اليتيم" أبناؤه الخمسة منهم "أحمد" الذي كان "قاشوشا" لمدينة "جاسم"، أصيب بطلق ناري أدى لقطع الشريان الفخذي، و"يوسف" الذي أصيب أيضا بتفجير لغم أرضي كان تنظيم "الدولة" قد زرعه في المنطقة الغربية، لكنه أبدى استعداهم جميعا للمشاركة في الذود عن حوران وصد أي اعتداء عليها وعلى أهلها.
ولفت "اليتيم" إلى أن أبناءه العشرة كانوا من منسقي الحراك الثوري في حوران منذ بدايته، ومنظمي المظاهرات السلمية، كما أصبحوا لاحقا من القيادات العسكرية بعد تحول الثورة إلى العمل المسلح، مؤكدا على أنه "مهما قدم من ثمن في سبيل ثورة الكرامة قليل".
وشدد الحاج "اليتيم" على أنه لا يجب انتقاد الثورة بأي شكل من الأشكال لأنها حق وواجب، ضد نظام البغي والطغيان والإجرام الذي هتك الأعراض والأرواح، معترفا بأنها مرت بأخطاء طبيعية، لكنها سرعان ما ستعود إلى جادة الصواب والطريق الصحيح، الذي يوصل السوريين إلى بر الأمان والحرية.
ويعتبر الحاج "عايد اليتيم" من أبرز وجهاء حوران، عمل فلاحا، وكان يملك مخبزا، انضم منذ البداية للثورة السورية، وشارك في جميع مظاهرات المدنية السلمية، التي حضرت باستمرار على وسائل الإعلام لضخامة حشودها ومواظبتها على التواجد بالساحات.
ويقول الشاب "أحمد" إن والده "ثوري بامتياز، يقدس الثورة بشكل كبير"، مشيرا إلى أن معنويات والده عالية جدا كما هو الحال عند والدته أيضا.
وأضاف: "أخبرنا والدي بضرورة تجهيز سلاحنا والالتحاق بالجبهة. قالها وهو على يقين وثقة بأن النظام لن يستطيع التقدم، بسبب عزيمة شباب الثورة في حوران، والذين لن يبخلوا بتقديم الغالي والنفيس من أجلها".
وأكد على أن والده لم يحزن يوما على أبنائه الشهداء، لأنهم قضوا في طريق الحق، كما أنه رفض الخروج من منزله رغم الاستهداف المباشر للمنزل من قبل الطيران الحربي، ورغم موجات النزوح الكثيفة التي كانت تشهدها المنطقة.
وفي 21 شباط فبراير من عام 2013، أعلن الثوار عن تحرير مدينة "جاسم" بالكامل، بعد معركة استمرت ثلاثة أيام، تمكنوا خلالها من دحر 13 حاجزا وبالإضافة لتحرير مستشفى "الأمل الخاص" والمركز الثقافي والمدارس التي كانت تعد جميعها ثكنات عسكرية.
ويذكر بأن الشيخ "أسامة اليتيم" من مؤسسي "هيئة الشام الإسلامية"، و"رابطة أهل حوران"، و"الهيئة الإسلامية الموحدة في المنطقة الجنوبية"، و "دار العدل بحوران" و"لواء الجيدور" التابع للجبهة الجنوبية، والذي يشمل على 8 كتائب عسكرية منتشرة في المنطقة الشمالية الغربية من درعا.
سبق لنظام الأسد أن اعتقله لمدة ثمانية شهور، ومن أقواله التي كان يكثر ترديدها: "النظام لا يفرق بيننا في حربه ونحن عنده صنف واحد، فلماذا نفرق نحن أنفسنا وندمن لغة التصنيف الديني فيما بيننا، دعونا من التصنيف ولنجتمع على عدونا".
محمد الحمادي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية