دعت فصائل الجبهة الجنوبية، مساء الخميس، هيئة التفاوض السورية، لتعليق العمل السياسي والانسحاب من اللجنة الدستورية المزمع تسمية أعضائها خلال أيام في اجتماع قريب للهيئة، وذلك ردا على العملية العسكرية التي يشنها نظام الأسد بدعم من الميليشيات الإيرانية في درعا.
ويشهد الجنوب السوري المحرر، منذ أيام، معارك عنيفة بين فصائل المقاومة السورية، وقوات الأسد بعد محاولة الأخيرة التقدم على محور منطقة اللجاة، تخللها قصف عنيف على المنطقة وبلدات "الحارة والحراك وبصر الحرير والمليحة الشرقية والمليحة الغربية وناحتة"، سقط على إثره ضحايا مدنيون.
بيان الجبهة الجنوبية وجه أيضا إلى الدول الضامنة لاتفاقية "خفض التصعيد"، مطالبا إياها التحرك والالتزام بتعهداتها، كما انتقد الصمت الدول عن جرائم نظام الأسد وروسيا بحق الشعب السوري.
وقالت فصائل الجبهة الجنوبية في بيانها: "إلى وفد هيئة التفاوض وإلى الدول الضامنة للحل السياسي في سوريا. بعد أن تأخّرتْ كلّ الجهود الدّاعمة لحماية الشّعب السّوري ووقفتْ كلّ المواثيق الدوليّة والإنسانيّة عاجزة أمام جرائم الحرب والإبادة والتغيير الديموغرافي الذي يمارسهُ نظام الأسد مدعوماً من حلفائهِ الرّوس وميليشيات إيران وحزب الله الطائفية. وبعد أن مرتْ جرائمُ استخدام السّلاح الكيماوي على مرأى العالم ودون محاكمة الأسد، ها هو نظام الأسد يحشد اليوم قواته وميليشياته الطائفية للمعركة الكبرى على أرض حوران والجولان في الجنوب السوري مستهدفُا فيها المدنيين الأبرياء دونَ أن تفرّق طائراتهُ وصواريخهُ بين أجساد الأطفال أو النساء والشيوخ ودونَ أن يحرّك المجتمع الدولي أو الضامنين لقرار وقف التصعيد ساكناً أمام هذا الخرق لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي كانت تدّعي سعيها للحل السياسي".
وطالبت الفصائل في بيانها: "إننا فصائل الجبهة الجنوبية ومعنا الفعاليات والقوى الثورية على ثرى الجنوب الصامد. نطالب الشرفاء الأحرار بوفد هيئة التفاوض، الانسحاب من أي تمثيل وتعليق أي مفاوضات أو مشاركة في صياغة الدستور الذي تصنعهُ روسيا للالتفاف على قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، بهدف إعادة إحياء نظام الأسد من جديد".
وأكدت بالقول: "بعد هذا الخرق الواضح لاتفاق وقف التصعيد، لن نمنح شرعية لأي ممثل من هيئة التفاوض بالمشاركة بأي عملية سياسية تتجاهل مبادئ الثورة السورية وتبتعد عن قرار تشكيل هيئة الحكم الانتقالي قبل أي لجنة دستورية يراد بها الخروج عن مسار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وتابعت: "نقول للعالم كلّه بأننا قد أدّينا كل التزاماتنا الدولية للاتفاقيات الضامنة لخفض التصعيد وللتفاوض السياسي، ولم يعد لدينا بعد هذا البيان إلّا ترويض الأرض لكي تستقبل في جوفها كل من يتقدّم شبراً واحداً في هذه الثرى المعجونة بالدّماء.. فلا يجمعنا في مهد الثورة إلّا قسماً أطلقه الرجال باجتثاث الأسد وميليشياته وكل أذرعه الإرهابية من داعش وغيرها. لتكون الشرارة والرسالة الأخيرة التي ستصهر الحديد بجنودهم وتزلزل الأرض تحت أقدامهم".
ووثق ناشطون سقوط أكثر من 20 مدنيا خلال الأيام الثلاثة الماضية، جراء قصف نظام الأسد للتجمعات السكنية، كما تشهد مناطق عدة في الجنوب السوري حركة نزوح كثيفة باتجاه الحدود السورية الأردنية، خوفا من ارتكاب مجازر بحقهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية