مع تأخر إصلاح الجسور الرئيسة المدمرة نتيجة قصف قوات التحالف مازال سكان الرقة يعتمدون على العبارات أو "البرك" للتنقل عبر نهر الفرات بين مدينة الرقة وريفها الجنوبي.
ويضطر السكان لدفع مبلغ يتراوح بين 200 ليرة سورية لأصحاب "البرك" لقطع النهر نحو مدينة الرقة من جهة منطقة "الشامية" وبالعكس، ما يزيد تكاليف ومعاناة الوصول إلى أسواق المدينة، وفق مصادر أهلية.
ويقول الأهالي إنهم يدفعون لقاء العبور بدراجاتهم النارية 200 ليرة و500 ليرة للسيارة لقاء نقلهم مع سياراتهم من ضفة إلى أخرى عبر مياه الفرات، هذا عدا عن دفع أجور النقل الإضافية إلى داخل المدينة إذا كانوا دون مركبة، مشيرين إلى تدخل المجالس واللجان التابعة لميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" لتحديد الأسعار عوضاً عن الإسراع بإصلاح الجسور أو التكفل بدفع تكاليف العبور لأصحاب "البرك" والعبارات عنهم على اعتبار أن حلفاءهم في التحالف الدولي هم من دمروا جسور الرقة.
ولفت الأهالي إلى أنه بسبب تدفق مياه النهر، فإن جسور الفرات لا يمكن إصلاحها على طريقة جسور قنوات الري والأودية في أرياف الرقة الخاضعة للقوات المدعومة أمريكيا، سواء عبر استخدام أنقاض المنازل لردم الهوة الناتجة عن القصف بين طرفي الجسور المدمرة، كما حصل في جسر "الرقة السمرة" على نهر البليخ أو عبر تركيب جسور جاهزة من الحديد على قناة الري شمال وغرب الرقة.
وتنتظر ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" والمجالس واللجان المرتبطة بها جمعيات محلية ومنظمات أجنبية ودولية لتبني أو تمويل مشاريع إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة في الرقة، رغم أنها مع البلديات التابعة لإدارة الذاتية الكردية تفرض الضرائب والرسوم على السكان من عمال وتجار وفلاحين كما استولت على الأملاك العامة كافة.
وكانت البلدية التابعة لإدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية حددت أسعار النقل عبر نهر الفرات على ظهر "البرك" و"العبارات" فجاءت 200 ليرة سورية للدراجات النارية و100 ليرة للراكب وبين 300 -1000 ليرة سورية للسيارات غير المحملة (فارغة) حسب نوعها وحجمها، بينما حدد مبلغ 500 – 1500 ليرة محملة.
وطلبت البلدية في تعميمها الصادر يوم 11حزيران يونيو الجاري الالتزام بالأجور من أصحاب "البرك" والعاملين بسوق الهال وسائقي سيارات الخضار والفواكه القادمة من منطقة "الكسرات" على ضفة الفرات اليمنى جنوبي الرقة.
وذكرت "ليلى مصطفى" الرئيسة المشتركة لـ"مجلس الرقة المدني" التابع لميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" إن الورشات الهندسية والفنية العاملة تتابع عملها في تأهيل الجسر القديم (المنصور)، الذي خرج عن الخدمة نتيجة العمليات الحربية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" مطلع عام 2017 الماضي.
وقالت في بيان إنهم يسعون لإعادة تفعيل الجسر وإعماره لتخفيف معاناة السكان والتجار ولتعود جغرافية الرقة (شامية -جزيرة) إلى سابق عهدها (متصلة عبر الجسر)، مشيرة إلى أن الأمر لن يتوقف عند الجسر القديم أو جسر "الرقة -السمرة" الذي تم تشغيله سابقا، بل وهناك دراسة جدوى هندسية لإصلاح باقي الجسور الحيوية كجسر "الرشيد" (الجديد) و"الشاهر" في منطقة "الحوس".
ومن أولويات الأهالي في الرقة، هو إعادة بناء جسور "الفرات" و"البليخ" المدمرة بسبب المعارك وعمليات القصف الجوي والصاروخي لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال عامي 2016 و2017.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية