أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قيادات في حوران لـ"زمان الوصل": سندافع عن كل شبر من أرضنا ولن ننسحب منها

مقاتل في درعا - جيتي

يعود الجنوب السوري مجددا ليتصدر واجهة الأحداث السياسية والعسكرية المتعلقة بالشأن الإقليمي، فبعد جملة من التحليلات المنقسمة بين مرجح بقرب حدوث معركة مفصلية، وبين تفاهمات دولية وإقليمية تفضي إلى تحديد مصير الجنوب المحرر، بدأت بالفعل تلوح بوادر الحرب بعد هجوم شنته قوات الأسد المدعومة بالميليشيات على منطقة "اللجاة".

وقالت مصادر في فصائل المقاومة السورية، إنها تمكنت من التصدي للميليشيات المهاجمة، بعد تدمير دبابة وقتل وجرح عدد من العناصر، كما أعلنت في وقت لاحق تدمير رتل عسكري كان متجها من بلدة "خربة غزالة" إلى مركز مدينة درعا.

وسبق لقاعدة "حميميم" أن نشرت جملة من رسائل التهديد بعمل عسكري، كما تفاخرت صفحات النظام بفيديوهات لحشود ضخمة قالت إنها متوجهة إلى الجنوب، لكن مقابل ذلك توعد أهالي الجنوب كل من يحاول الاعتداء على أرضهم بإرساله جثة هامدة من حيث أتى.

قائد فرقة فلوجة حوران "أنس الزعيم" كشف عن وجود تنسيق عال بين جميع الفصائل العسكرية، مشيرا إلى أنها لم تكتفِ بالتصدي للهجوم بل سيكون ردها بالهجوم على مناطق سيطرة الأسد وإلحاق أشد الخسائر في صفوفه.

وأكد في حديث مع "زمان الوصل" أن قرار الثوار في الجنوب السوري محسوم "إما النصر أو الشهادة" مشددا على أن جميع الفصائل الثورية على أتم الاستعداد والجاهزية القصوى للتصدي لأي عدوان أو هجوم من قبل نظام الأسد وحلفائه.

وتوعد "الزعيم" بالدفاع عن الأرض والمدنيين والرد المزلزل في حال فكر بشار الأسد بإرسال مرتزقته إلى حوران قائلا: "عند انطلاق أول قذيفة باتجاه المناطق المحررة سيتم الرد عليها. المدافعون عن الجنوب المحرر من كل المدن والبلدات السورية فهم أصحاب الأرض والحق".

قال: "نحن لم نقوم بالثورة من أجل تسليم البلد للميليشيات الشيعية والروس، لن نقبل بترحيل الأهالي كما حدث في بقية المحافظات، جميع الفصائل جاهزة للمعارك، حتى في منطقة حوض اليرموك في حال حرك الأسد عملائه في ما يسمى (جيش خالد) خدمة لمصالحه ومخططاته".

وفيما يتعلق بالدول الضامنة لقرار "خفض التصعيد" علق "الزعيم" بالقول: "نحترم الدول الصديقة عندما تقف مع الشعب المظلوم، ولكن أي قرار بتسليم السلاح أو تواجد النظام المجرم والروس على أرضنا لن نقبله وسنرفضه. نحن قادرون على أن نحمي أرضنا وأهلنا وأنفسنا من دون دعم أحد.

وأضاف: "الدول الصديقة ملتزمة بخفض التصعيد في الجنوب، وهي وعدتنا بأنها ستقدم لنا الدعم في حال تم خرق قرار خفض التصعيد من جهة الميليشيات، وحتى لو تخلت هذه الدول الصديقة عن دعمنا، لن نتوقف، جميع الفصائل لديها مخزون لأي طارئ وأي معركة".

وأرسل "الزعيم" رسالة طمأنة للمدنيين بالقول: "الثورة بدأت بالجنوب وإن شاء الله ستنتصر في الجنوب. كلمة حوران كافية لدب الرعب في قلوب مرتزقة الأسد، لن نهادن أو نصالح، وستكون صناديق الموت بانتظار مرتزقة الأسد الطائفية لإعادة شحنها من حيث أتت.

وسبق لمساعد نائب وزير الخارجية الامريكي "ديفيد ساترفيلد" أن تقدم باقتراحات لكل من روسيا وتركيا والأردن حول الجنوب السوري، تضمنت "انسحاب جميع الميليشيات السورية وغير السورية إلى عمق 20 – 25 كيلومتراً من الحدود. ونقل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى إدلب شمال سوريا وتسليم سلاحهم الثقيل إلى الجانب الروسي"، كما تضمنت الاقتراحات نشر نقاط للشرطة العسكرية الروسية، وتحويل قسم من الفصائل المعارضة إلى شرطة محلية بالتعاون مع الروس، فضلاً عن عودة قوات النظام، وإعادة فتح معبر "نصيب".

وفي هذا الصدد أكد القائد العسكري لـ"فرقة العشائر" التابعة للجبهة الجنوبية "جلال الخلف" على أن الثوار لن يقبلوا بأي شكل من أشكال الانسحاب من الجنوب، مشددا في الوقت نفسه على أنهم ملتزمون باتفاقية "خفض التصعيد" المبرمة في عمان بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة الأردنية الهاشمية وروسيا.

وقال "الخلف" لـ"زمان الوصل": "في حال حدوث أي هجوم من قبل قوات الأسد وميليشياته فإنه لا مجال أمامنا كفصائل جيش حر في المنطقة الجنوبية إلا القتال حتى الرمق الأخير، وسوف نستميت كفصائل مسلحة ومدنيين في الدفاع عن مناطق سيطرتنا، ولن نفرط بأي شبر من أرضنا، فالمنطقة الجنوبية متمثلة بمحافظة درعا لها رمزية في الثورة السورية فهي مهد الثورة".

وأضاف: "إن الكثير من الشباب المدنيين انضموا للجيش الحر في الآونة الأخيرة، ويوجد أكثر من 20 ألف مقاتل جاهزون عند خروج الطلقة الأولى. وإن حدثت المعركة فسوف تكون هناك خسائر كبيرة للنظام من حيث التدمير وعدد القتلى"، معتبرا أن المنطقة الجنوبية ليست كغيرها من باقي المناطق لاتساع رقعتها ولحدودها المشتركة مع دول الجوار.

ولم يخفِ "الخلف" وجود نوع من الخوف والقلق من قبل المدنيين، خصوصا من تكرار سيناريو الغوطة الشرقية والمناطق المهجرة الأخرى، متوقعا حدوث موجات نزوح كبيرة باتجاه حدود الدول المجاورة في حال حدوث أي معركة. 

واستبعد القائد العسكري لفرقة العشائر استخدام النظام لأسلحة كيماوية ضمن نطاق المنطقة الجنوبية، بسبب الحدود المشتركة مع دول الجوار، ولتداخل مناطق سيطرته مع مناطق سيطرة الثوار، كما أوضح أن النظام لن يستطيع منع الميليشيات الإيرانية من الانخراط بالمعركة وهذا ما لن تقبله دول الجوار".

واستذكر "الخلف" معركة "المنشية" قائلا: "في تلك المعركة خسر النظام المعركة، وخسر الكثير من الجنود والعتاد والأرض، وهو في أوج قوته، حيث الدعم الروسي وحزب الله وإيران" متسائلا: "ماذا سيحل به في حال أقدم على معركة لوحده، ستكون خسارته فادحة من حيث خسارة الأرض والعتاد والجنود وسيكون النصر الكبير والمدوي للثوار".

بدوره شدد القيادي في "الفرقة 401" (أيهم الجهماني) على أن موضوع السلاح قابل للنقاش في حالة واحدة فقط وهي إن وجد نظام سياسي جديد يحفظ للسوريين جميع حقوقهم وفقا للدستور.

وقال الجهماني: "إذا كان هناك حل سياسي واضح مبني على أسس الانتقال السياسي وقرارت جنيف، من الممكن مناقشة موضوع السلاح، فهو لم يحمل إلا للدفاع عن المدنيين" مضيفا: "لقد قام الثوار في الآونة الأخيرة باعتقال موالين للنظام من قادة الفصائل ومن المدنيين، لمنع أي محاولات للمصالحة من النظام". 

وأفاد القيادي في الجبهة الجنوبية، بوجود تنسيق كامل بين جميع الفصائل، مشيرا إلى إمكانية توحيدها في جسم واحد، والجاهزية القصوى للخوض في أي عمل عسكري والانتصار به.

وأضاف: "إذا طلبت منا الدول الداعمة والصديقة تسليم السلاح والتهجير، فإننا لن نسلم سلاحنا ونغادر، وسنقدم الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن شعبنا. قوات الأسد لن تعود إلى أرضنا المحررة والتي دفعنا ثمن تحريرها دماء خيرة الشباب".

وختم "الجهماني" بالقول: "أتوقع أن هناك تفاهمات دولية حول المنطقة لإعادة إنتاج قرار خفض التصعيد بصورة جديدة، ولم يصلنا إلى اليوم أي مطلب من الدول الضامنة حول المناطق المحررة".

محمد الحمادي - زمان الوصل
(91)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي