قال وزير الصحة في المؤقتة الدكتور "محمد فراس الجندي" في حديث لمراسل "زمان الوصل" إن القطاع الطبي في المناطق المحررة كان ولا يزال مستهدفاً كرد على انحياز القطاع لقيمه ومجتمعه من خلال تضميد جراح المتظاهرين وتخفيف آلام الناس منذ بداية الثورة السورية واستهداف النظام للمتظاهرين السلميين.
وأوضح "الجندي" خلال اجتماع في مقر وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة أمس لمناقشة عمليات استهداف الكوادر الطبية في المناطق المحررة، أوضح أن المنشآت الطبية، لاسيما المشافي تعرضت لاستهداف بمئات الغارات الجوية من قبل النظام وحلفائه، كما استهدفوا كل الأنشطة الصحية حتى حملات اللقاح وقاموا باعتقال الكثير من الكوادر الطبية والتنكيل بهم، لافتاً إلى وجود مئات المغيبين قسراً والمخطوفين من قبل أجهزة النظام المختلفة.
وأكد "الجندي" أنه بالرغم من كل الصعاب ظل هذا القطاع "صامداً عصياً على الكسر بهمة كوادره وبحماية المجتمع له ووصل إلى مراحل متقدمة في خدمة المجتمع".
وحسب الوزير فقد بلغ عدد المستفيدين شهريا من الخدمات الطبية المجانية حوالي 500 ألف، وحافظ القطاع على حياديته على الرغم من حالة الاستقطاب غير المسبوقة في المجتمع والتزام بتقديم الخدمة لكل الناس دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو المذهب أو الانتماء السياسي.
وأشار "الجندي" إلى أنه ومع نهاية عام 2017 وبداية عام 2018 ظهر شكل جديد من التحديات غير المسبوقة تجلت بالاعتداء المباشر على بعض المنشآت والكوادر الطبية، حيث تمت سرقة عدة سيارات إسعاف وتفجير سيارات أخرى وأخيراً خطف بعض الكوادر الطبية وطلب فدية لقاء الإفراج عنهم كما حصل مؤخراً مع الطبيب "محمود مطلق".
ورأى الجندي أن إيجاد حلول جذرية لمثل هذه المشاكل يتطلب العمل على حوكمة المنطقة، معتبرا أن أساس ذلك سيادة القانون الذي يرتكز على شيئين أساسيين وهما القضاء والشرطة، لافتاً إلى أن الواقع الحالي وحالة التشظي الفصائلي من غير المتوقع أن يكون لدينا قضاء شرعي موحد يستمد شرعيته من المجتمع وبالتالي غير المتوقع أن يكون لدينا جهاز شرطة مرتبط مع القضاء وبالتالي مسألة سيادة القانون غير متاحة على المدى القريب.
وعزا "الجندي" حالات الخطف بقصد طلب الفدية إلى إمكانية وقوف النظام خلفها، لافتا غلى احتمال وجود عناصر منضوين ضمن فصائل أو تنظيمات معينة ونتيجة توقف تمويلها في إطار اتفاقيات خفض التصعيد وتوقف المعارك من المتوقع أن قسما من هؤلاء الشباب سيتحول لشكل من أشكال العصابات المسلحة في ظل عدم وجود فرص عمل وعوامل أخرى قد تدفعهم لسلوك هذا المنحى وهو شيء متوقع برأيه.
ونصح "الجندي" المجالس المحلية لاستيعاب هؤلاء الشباب والاستفادة من طاقاتهم وتحويلهم لشرطة محلية لتأمين المنطقة بدلاً من إشاعة الفوضى مؤكداً أن أي جهة كانت متورطة بهذه العلميات فهي تخدم أجندة النظام في إثارة الفوضى في المحرر ومنع تقديم نموذج ناجح في إدارتها.
في سياق متصل أصدر الكادر الطبي في مدينة إدلب بيانا ندد ما تتعرض له الكوادر الطبية في المناطق المحررة من عمليات اعتداء وخطف دون توفير أدنى المتطلبات الأمنية لحمايتهم ما يجعل منهم لقمة سائغة في نظر الكثير من "ضعاف النفوس".
وتضمن البيان الإعلان عن تعليق العمل الإسعافي والبارد في مستشفيات مدينة إدلب لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الخميس قابلة للتمديد إن تطلب الأمر.
إدلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية