يبتسم بان كي مون وهو يصافح مجرمي الحرب الاسرائيليين في صورة تذكارية مع بدء مناقشة الوضع في غزة..الرجل يبدي انزعاجه من ضرب مدرسة الأونروا واصابة بعض العاملين بها..هذا ما يزعجه كموظف دولي يطمئن على سلامة مرؤوسيه، والقضية الاساسية مدفونة تحت ركام البيوت التي حلت عليها بركات المشروع الصهيوني الاستيطاني المدعوم بالإف والأباتشي وقنابل الفسفور الاميركية، بينما امرأة فلسطينية شامخة صامدة تودع اهلها بالهاتف وقد حاصرتها انقاض المنزل المضروب بقنبلة ذكية قبل ان تسلم الروح الى بارئها، وبان منزعج وبلير ـ بوجهه الصفيق ـ يتفهم دواعي أمن القتلة ومجرمي الحرب.
نيكولا ساركوزي قلق بسبب استخدام اسرائيل للقوة المفرطة..لا أحد يقلق لبحور الدم المنساب من شرايين غزة ومن ابتسامة الاطفال الشهداء الذين غادروا دنيانا ـ غير آسفين ـ بطلقات قناصة..قناصة افرختهم حاضنات عنصرية ترى ان اطفال اليوم اهداف ارهابية يجب استئصالها بشكل مبكر، وشهوة القتل والتدمير امتدت الى المقابر..إرتآها العلوج أهدافا ارهابية تستحق بعثرة اشلاء ابدان ساكنيها من امرائنا وسادتنا وخير من فينا والعالم منزعج، والعرب يعقدون القمم وقيادي فلسطيني يتساءل بأسى: هل الدم الفلسطيني سلعة قابلة للنقاش في مؤتمر اقتصادي؟.
الدم ينساب فوق المروج المحروقة والمزايدات على أشدها حول قيمة الليتر مقارنا بعبوة كولا حجم عائلي وببرميل النفط ومتر الغاز المكعب..كل يغني على ليلاه التي ليست بغزة ويحصي محتويات حافظته ويطمئن الى أمنه وسلامته ثم يعرب عن أسفه وانزعاجه واحيانا يبدي شجبه واستنكاره وكلها عملات غير مقبولة، بل ومرفوضة في مصرف المرابي اليهودي الذي يريد ان يستوفي دينه لحما ودما..غزة تنذبح والعالم ينزعج..غزة تحترق والملأ في حالة قلق..غزة تموت والعالم يتثاءب يابغال عالمنا الكبار!.
جريدة الوطن العمانية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية