كعادة الأيام التي تسبق أي مسابقة لكأس العالم (مونديال)، تتسارع الأحداث بشكل يحبس أنفاس مئات ملايين مشجعي الكرة حول العالم، لاسيما فيما يخص منتخبات بلادهم، أو يتعلق بنقل المباريات على الهواء.
ولكن الأحداث السابقة للمونديال الحالي جاء بعضها ساخنا بشكل استثنائي، حيث صدر قرار رسمي عن الاتحاد الإسباني بإقالة مدرب المنتخب الوطني قبل يوم واحد من انطلاق المونديال، ما شكل خبر مباغتا بكل المقاييس، لاسيما لعشاق "الماتادور" الذي قلما شارك في مونديال دون أن يترك بصمته الساحرة في اللعب، متوجا مسيرته الطويلة من المشاركات المونديالية بالحصول على الكأس الأغلى عام 2010.
*انتقال سلس للسلطة
فقد قرر الاتحاد الإسباني مباغتة مدرب المنتخب "جولين لوبيتيجي" وإقالته، بعد أن قام الأخير نفسه بمفاجأة الجميع والتعاقد مع "ريال مدريد" مدربا، ما دفع فئة من مشجعي "الماتادور" لاعتبار خطوة "لوبيتيجي" بمثابة خيانة وطعنة في ظهر المنتخب خلال الساعات الحرجة.
وعين الاتحاد الإسباني "فيرناندو هييرو" مدربا للمنتخب، حيث تلقى اللاعب والهداف السابق التكليف برحابة صدر وحماس، معلنا أن المهمة تمثل له تحديا رائعا ومثيرا.
ومع هذا الانتقال السلس لمقاليد التدريب في المنتخب الأحمر، يبقى الخوف قائما على حظوظه وأدائه في المونديال، إذ إن تغيير المدرب في هذه المرحلة أمر يحمل في طياته مغامرة، وأي مغامرة.
وربما يلعب اختيار "هييرو" بالذات دورا في تخفيف وقع صدمة إقالة "لوبيتيجي"، فـ"هييرو" نفسه ممن عاصروا وعاركوا مسيرة منتخب البلاد لفترة غير قصيرة، وعاش معه لحظات الفوز والخسارة موندياليا وعلى مستوى المشاركات الأخرى (الأوروبية مثلا).
*العالم في مستطيل
إذا كان العالم "قرية صغيرة" بفضل وسائل التواصل، فإن كرة القدم ونقلها عبر الشاشات والشبكات أحال هذا العالم إلى "قرية أصغر" يتجمع كثير من سكانها ضمن مستطيل أخضر، ومن هنا يركز الملايين منذ دخول عصر التلفزيون على "النقل المباشر" لمباريات المونديال، ويعدونه شيئا أساسيا في تعميم المتعة الكروية وتوصيل شرارة الحماسة إلى أبعد مدى.
وهذا المونديال وككل مونديال، تسعى كل دولة لتأمين نقل مباريات فريقها للجمهور المتعطش، محاولة تجاوز خطوط الحصرية التي تمنع البث إلا بإذن واتفاق رسمي.
وقد نجحت "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة" المغربية في الحصول على حقوق نقل 22 مباراة من مباريات المونديال الحالي، الذي يشارك فيه "أسود الأطلس"، ويعولون على تحقيق نتائج قوية فيه، تعيد لهم عبق مشاركات سابقة.
وحصل المغرب على هذا الامتياز بالتوافق مع شبكة "بي إن سبورت" صاحبة الحق الحصري لبث المونديال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد حاولت مصر الحصول على نفس الامتياز المغربي، ولكن بطريقة القفز فوق الجدران، ووضع "بي إن سبورت" أمام الأمر الواقع، حيث أعلنت "الهيئة الوطنية للإعلام" المصرية عن نيتها بث 22 مباراة من منافسات كأس العالم عبر القنوات المصرية الأرضية، لكن "بي إن سبورت" حذرت القاهرة من مثل هذا التجاوز.
وقد تريثت القاهرة لاحقا في ما منّت جمهورها به، لاسيما أنها لم تتلق ردا رسميا من الاتحاد الدولي (فيفا) بشأن خطتها، وبناء عليه قرر مسؤولو التلفزيون المصري انتظار جواب "فيفا" ليقوموا بالخطوة التالية، مخافة أن يتعرض الاتحاد المصري والمنتخب المشارك في المونديال لأي عقوبات، قد تهدد وضع فريق حالم بالكثير، تحت قيادة ساحر الكرة "محدو صلاح".
وأخيرا فإن افتتاح مونديال 2018 سيكون بطعم المجانية لجميع من سيتابعونه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقا لما أعلنت عنه شبكة "بي إن سبورت"، التي قالت إن مباراة الافتتاح بين فريقي السعودية وروسيا (مساء اليوم الخميس) سيكون متاحا على قنوات الشبكة المفتوحة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية