تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لبائع حلبي ينادي بصوت شجي عذب على أقراص المعروك التي يبيعها على عربته المعدنية الصغيرة متجولاً في شوارع حلب كل يوم.
وبدل أن يعرض لجودة بضاعته ومزاياها كعادة الباعة الجوالين يبدأ بترداد ترانيم دينية موزونة تلفت المارة وأصحاب المحال الذين سرعان ما يلتفون حوله ليستمعوا لها "رمضان كريم.. كريم كريم رحمن رحيم".
ويتابع بصوت جهوري: "قم للعبادة تلقى السعادة تلقى النعيم" ثم يرفع يديه إلى الأعلى ويقول "يلي بتحلم بالغفران راكع ساجد للرحمن" ويردف: "تعال نصلي ونستغفر تعال نهلل ونكبر".
ويتابع البائع الخمسيني مهللاً بقدوم شهر رمضان، "رمضان تجلى وابتسما.. طوبى للعبد إذا اغتنما، أرضى مولاه بما التزما.. طوبى للعبد بتقواه".
ثم يبدأ الترويج لبضاعته التي ارتبطت بالشهر الفضيل "طيبات طيبات تازة وطيب".
وأفاد ناشطون أن البائع المذكور كان صاحب محل ملبوسات شرقية وحاله حال الكثيرين ممن فقدوا أعمالهم جراء الحرب في حلب، فاضطروا للعمل في مهن بسيطة؛ واعتاد كما قالوا على التجول بعربته ذات الدولابين في منطقة "الفرقان" ومنطقة جامع "نفيسة" وجامع "الرحمة" في "حلب الجديدة" وفي منطقة "الأكرمية" و"الأعظمية".
ولقي الفيديو إعجاب مرتادي "فيسبوك" وتفاعلهم إذا رأى Abdulrahman Al-Jasser أن الفيديو حرك المشاعر وفطر القلوب، مضيفاً أن "الحرب أذلت أعزاء قوم ودفعتهم ﻷعمال بسيطة كي يكسبوا لقمتهم بعرق الجبين".
وبدوره علّق "هاني العلوش" على البائع الظريف "هنيئاً له على هذا الرضى بالقدر والعيش بالمقدور سعيد ينشر السعادة والفرح على الجميع"، وأردف: "هذا هو الحلبي الأصيل يعمل لا يهمه الزمن كيف يميل".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية