أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"حياة".. فيلم يحكي قصة عائلة سورية تحت القصف والدمار

من الفيلم

"عندما تبدأ الحرب تنتهي الطفولة ولربما تموت" بهذه الكلمات المؤثرة مهّد الكاتب "علاء العرجة" لفيلمه "حياة" الحائز على المركز الأول في مسابقة "نبيل المالح" في "سراقب"، وتم ترشيحه للمشاركة في مهرجان سينمائي للأفلام القصيرة في إيطاليا.

يحكي الفيلم الروائي القصير قصة عائلة سورية تعرضت للقصف واستشهدت الأم والأخ وخسر الأب قدمه وأصبح عاجزاً غير قادر على العمل وتدمر منزله وتشرد مع عائلته، ليسكنوا في غرفة على السطح، وكان لزاماً على الطفلة "حياة" ابنة الخامسة أن تعتني بوالدها المصاب والقيام بمسؤوليات الكبار على الرغم من صغر سنها.

درس "العرجة" معهد تصميم داخلي (هندسة ديكور) في جامعة حلب وسنة ثالثة- نظم معلومات، ولكنه لم يكمل بسبب ظروف الحرب، وأثناء انقطاعه عن الجامعة درس في برنامج السيناريست العربي في الإمارات العربية المتحدة، وفي جعبته عدة أفلام مكتوبة، نفذ منها ثلاثة أفلام وهناك ثلاثة أفلام في طور التنفيذ الفيلم الأول بعنوان "إعدام" والثاني بعنوان "مميز بالأحمر" والثالث "ليمون". 

وحول فيلمه الجديد لفت "العرجة" إلى أن "ما نعيشه حقيقة من الممكن أن يصنع مئات بل آلاف الأفلام، لأن ما شهدته الساحة السورية من قصف وتهجير ودمار إنساني قبل أن يكون بنيانياً لم يحدث في تاريخ البشرية"، ومن هنا–كما يقول لـ"زمان الوصل"- كانت المبادرة بنشر قصص قصيرة لحالات مختلطة بين الواقع والخيال، الخيال الذي ليس صعباً على أي كاتب متمرس ومتمكن من التقاط هذه الحالات فتراكمات الأشياء والآلام التي نعيشها صنعت شيئا أقرب إلى الخيال، لافتاً إلى أنه "قلما يخلو بيت سوري من ألم، موت فقدان، فقر، قهر، وقصة حياة هي واحدة من آلاف القصص التي نراها يومياً، ولذلك كان الفيلم محاولة لتسليط الضوء على هؤلاء الذين كانت لهم حياة، حياة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وفجأة بين لحظة وأخرى فقدوا كل شيء.

يشارك في فيلم "حياة" الذي أخرجه الفنان "ابراهيم سرميني" وأنتجه فريق "فوكس ميديا" عدد من الممثلين من مدينة إدلب ومنهم "مصطفى الشحود" و"ورد سرميني" والطفلة "أسيل العرجة" ابنة مؤلف العمل ذات السنوات الخمس التي تدرس في الصف التحضيري، واختبر موهبتها وطموحها في مشاهد بسيطة، وكانت -كما يروي- تمثل عليه مظاهر الحزن والدموع ليحضر لها بعض الألعاب.

وكشف محدثنا أن طفلته لم تكن مرشحة للفيلم لأن الدور كان مكتوباً لطفلة تكبرها بسنتين، وكان يشعر بأنها غير قادرة على الأداء المطلوب، وبعد رؤية المخرج لها وإعجابه بها قرر إشراكها، ولكنها لم تلبث أن خافت من الوضع العام وصارت تبكي أثناء التصوير وقرر المخرج تبديلها، وطلب منه مهلة وبدأ معها التدريبات ليلاً ونهاراً حتى أصبحت جاهزة، حتى أنها صارت ترفض إعادة المشهد وتقول (زبطت معي ليش بدي عيد). 

"العرجة" لفت إلى أنه اتفق مع حداد لتصنيع بعض المعدات مثل "كرين وشاريو" و"سلايدر" قبل البدء بالتصوير حتى يحصل على لقطات احترافية، ولم يكن بالإمكان شراء هذه المعدات نظراً لميزانية الفيلم البسيطة ونجح نوعاً ما، وكان بيته وبيت أهله -كما يقول– "لوكيشنات" للتصوير، بينما تم تصوير المشاهد الخارجية من "حياة" في حديقة إدلب (المشتل) وعلى سطح أحد المعارف الذي كان يستخدمه لتربية طيور الحمام، كما تعرض فريق الفيلم لمشاكل وعراقيل أخرى ومنها شحن الكاميرات والإضاءة والالتزام بوقت الأمبيرات والأهم من ذلك عدم وجود تمويل للفيلم وهي المشكلة التي تواجه الكثير من المشاريع الفنية في المناطق المحررة. 

الممثل والشاعر "مصطفى الشحود" الذي شارك بفيلم "حياة" بدور الأب أشار إلى أن حلم إنجاز فيلم سينمائي راوده مع زملائه منذ زمن وتم دعوتهم كفنّاني إدلب للمشاركة في مسابقة المهرجان السينمائي للأفلام القصيرة في إدلب فاختاروا نص الكاتب "علاء العرجة" وبعد مناقشة العمل أدبياً ودرامياً قرروا تنفيذه بإمكانيات شخصية ودون دعم من أحد بدءاً من التصنيع المحلي للإضاءة والسكك الحديدية أو الكاميرات وحتى اللباس.

وأكد محدثنا أن تصوير فيلم "حياة" تم في ظروف صعبة وتحت أصوات الانفجارات والقصف والدمار، مشيراً إلى أن "أكثر ما واجه فريق الفيلم من صعوبات هو وضع الطفلة "حياة" في جو العمل بإحساس عفوي صادق وبالفعل قدمت شخصيتها ببراعة ولا غرابة في ذلك وقد عاصرت الحرب بكل وطأتها، وتعايشت مع الواقع بكل تفاصيله. 

ويتألف فريق فيلم "حياة" من: (مونتاج: عمار الصبوح Ammar Alsabbouh، سيناريو وحوار: علاء عرجة Alaa Arja، إخراج: ابراهيم سرميني، تمثيل: مصطفى الشحود -أسيل عرجة -ورد سرميني، تصوير: زكريا سفلو Zakaria Saflo، أحمد غجر Ahmed Abdullah Ghajar).

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(269)    هل أعجبتك المقالة (238)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي