لقد استطعنا خلال ستة عشر يوما تحقيق انجازات في مكافحة الارهاب عجز غيرنا عن تحقيق مثلها في ستة عشر عاما..هكذا يقول مجرم الحرب شيمون بيريز وقوله حق، فحتى ظهر يوم امس، شملت قائمة الاهداف الارهابية التي استطاع اسكاتها الى الأبد 984 شهيدا من المدنيين منهم 311 طفلا و76 امرأة، اضافة الى 4530 جريحا كثير منهم في حالات خطرة، وطيور الموت الاسرائيلية تلاحق الجميع حتى سيارات الاسعاف وجنازات القتلى وقبورها التي اصبحت كاملة العدد..تلاحق بلا هوادة بالفسفور الابيض يحرق اللحم البشري الحي ويضيف ارصدة جديدة لانجازات سفاح الاطفال في عناقيد غضبه.
اوروبا تدين وتشجب وتستنكر وتعد بمساعدات عاجلة من الطحين لغزة، وتتواطأ في ذات الوقت مع القتلة لانجاز مهمتهم في استئصال ارهاب الاطفال والنساء والاحياء السكنية ، فاليد الآدمية واهبة القمح تعرف كيف تسن السلاح كما يقول أمل دنقل، ومن عميت بصائرهم يساوون بين الجلاد والضحية، واحرص الناس على الحياة يستترون داخل قلاع مصفحة متحركة اسمها ميركافا تنشر قطعانها الدمار والحرائق في كل مكان، ولا يجرؤ الواحد منهم ان يترجل خشية ان تفزعه قطة مذعورة فيتبول في سرواله، فروح المقاومة هي العدو الحقيقي الذي لن تنال منه قنابل الفسفور وطيور الموت وقطعان القلاع المتحركة.
الارهابي العجوز قاتل الاطفال يتباهى بانجازاته التي يحاول بها الانتقام من ايام طفولته البائسة في حواري وارسو والعالم يتفرج، ومن فقدوا رجولتهم يريدون ان ترفع غزة رايات الاستسلام البيضاء حتى يتحول الجميع ـ مثلهم ـ الى خدم
لقياصرة روما الجديدة ومشروعهم الامبريالي الذي يدفع المستضعفون دماءهم لسداد تكاليفه الباهظة..قاتل الاطفال يتباهى وغزة تجترح المعجزات والعالم يتفرج على فصول جديدة من كتاب الدم..تفرجوا واشجبوا..تفرجوا وتواطأوا..تفرجوا وارسلوا شحنات الطحين..يا اقطاب عالم فقد رجولته وشرفه!.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية