أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"مراكب الموت" فيلم يرصد رحلة اللجوء إلى "الفردوس المنشود"

لقطة من الفيلم

يروي فيلم "مراكب الموت" للمخرج النرويجي من أصل فلسطيني "إياد أبو روك" جوانب من قصة الهجرة غير الشرعية وغرق المهاجرين العرب أثناء سعيهم للوصول إلى شواطئ أوروبا، أملاً في الهروب من جحيم بلادهم.

ويناقش الفيلم، وهو من النوع الوثائقي، ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي يقبل عليها الشباب العربي باندفاع تحت تأثير الظروف الاقتصادية الطاحنة في بلادهم، آملين بالوصول إلى أوروبا لتحقيق حلم الحياة الكريمة، غير عابئين بالمخاطر الشديدة التي تحيط بهم في هذه المغامرة.

وقال الصحفي "محمد أبو يوسف" لـ"زمان الوصل" إن فيلم "مراكب الموت" الذي تم إنتاجه بدعم من مؤسسة الفيلم النرويجي، ومؤسسة "هيدولة النرويج"، المهتمة بظاهرة الهجرة يسلط الضوء في جزء كبير منه على الجوانب الإنسانية والثقافية التي دفعت بمئات الآلاف من البشر لخوض هذه التجربة القاسية والهرب إلى مصير مجهول في أوروبا، وينطلق الفيلم –حسب قوله- من مأساة سفينة 9/6 والتي غرقت في البحر المتوسط وعلى متنها مائتا مهاجر، والتي انطلقت من غزة في أيلول سبتمبر الماضي قبل اختفائها في عرض البحر، فيما يتناول في السياق أوضاع المهاجرين الذى حالفهم الحظ واستطاعوا عبور البحر في عدد من دول أوروبا منها اليونان وإيطاليا وبلجيكا للوصول إلى ما اعتقدوا أنها "الفردوس المنشود"، ولا يكتفي الفيلم بذلك بل يعالج الأسباب التي تجعل الكثير من الشباب العربي بل عائلات بأكملها تغامر بحياتها، وتُقدم على الهجرة غير محسوبة العواقب، متتبعاً تلك الرحلة المهلكة بعد أن تحط مراكب الموت أشرعتها، أو بمعنى أدق بعدما تنتشلها قوات الإنقاذ من الغرق في حال كتب لهذه المراكب النجاة.
 
ويوثق شهادات عدد من المهاجرين الذين هربوا من الحرب المشتعلة في المنطقة العربية وخاضوا غمار البحر ليصلوا إلى بلدان أوروبية خاصة (النرويج وبلجيكا وألمانيا واليونان)، ولفت "أبو يوسف" إلى أن الفيلم "يهدف أن يكون وثيقة حية تحث على تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه هؤلاء الأبرياء، ومن هنا تم اختيار نماذج عاشت التجربة بكل تفاصيلها سواء كشهود عيان أو كموضوع المغامرة".

ويرصد الفيلم المتوقع عرضه في مهرجان الأدب النرويجي العالمي الأول حزيران - يونيو المقبل كذلك حالة الصدمة التي يعيشها اللاجئون في أرضهم الجديدة، فلا قصور تنتظر المهاجرين للعيش فيها بل خيام أو عشش صفيح ومراكز إيواء لا تصلح للعيش، ولا فرص عمل سوى في مهن يرفض أصحاب تلك البلاد العمل فيها ويتركونها للمهاجرين الأجانب، ولا يقف الأمر عند هذا الحد إنما يتم تقنين ظروف العمل، سواء في الرواتب أو التعاقدات الرسمية، ناهيك عن مطاردة السلطات الأمنية لهؤلاء المهاجرين، مثلهم مثل المجرمين المطلوبين.

و"إياد أبو روك" مخرج سينمائي وناشط سياسي فلسطيني الأصل مقيم في النرويج درس في القاهرة، وشارك في إخراج عدد من الأعمال المسرحية بمصر، ويقدم حالياً برنامجاً تلفزيونياً بعنوان "سهم الوطن".

كما أنتج عدداً من الأفلام الوثائقية التي تخدم المجتمع الإنساني بأطيافه كلها، وتحديدًا المجتمع الفلسطيني ومنها فيلمه "ما زلت أحيا" الذي يتحدث عن الجانب الإنساني للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويكشف معاناتهم اليومية داخل تلك المعتقلات.

زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي