يُعد مركز الأورام الذي تم افتتاحه في بلدة "تل شهاب" بريف درعا منتصف نيسان ابريل الماضي أول من مركز من نوعه لعلاج الأورام في جنوب سوريا.
ويتولى المركز الذي أنشىء برعاية ودعم من الجمعية الطبية السورية الأمريكية "سامز" علاج المرضى الذين يعانون من الأورام وتخفيف المعاناة عنهم وتقديم الخدمات الطبية اللازمة، كالعلاج الكيماوي والأدوية وإعطاء الجرعات والفحص السريري، في ظل عدم تمكنهم من الذهاب إلى العاصمة أو إلى مدن أخرى بسبب صعوبات التنقل و الحصار.
وأشار رئيس لجنة الدم والأورام في "سامز" الدكتور "باسل الأتاسي" لـ"زمان الوصل" إلى أن فكرة إنشاء المركز فرضت نفسها منذ فترة طويلة وذلك بسبب عدم وجود أي مركز متخصص للأورام في جنوب سوريا وعدم القدرة على السفر خارج منطقة درعا وبلداتها، إضافة إلى صعوبات السفر إلى الأردن والتكاليف الباهظة لعلاج الكيماوي والأورام بشكل عام.
ويُعنى المركز -حسب الأتاسي- بمصابي مرض الدم كفقر الدم واعتلال نقي العظم أمراض الصفيحات والكريات البيضاء ومرضى اللوكيميا والليمفوما، إضافة إلى مرضى الأورام كسرطان الرئة والثدي وسرطان القولون وغيرها.
وأوضح "الأتاسي" أن مركز الأورام يتضمن صيدلية وقسما للعلاج الكيماوي وتقوم طبيبة أخصائية بالأورام بتقديم الاستشارات والإشراف على التشخيص والعلاج. ولفت محدثنا إلى أن المركز "يقدم الخدمات لمرضى الأورام وتتمثل بالاستشارة الأولية ومتابعة المرضى وإجراءات خزعة العظم وبزل النقي والحقن ضمن السيساء، إضافة للعلاج الكيماوي المجاني للمرضى، ويتم تحويل من يحتاجون لتصوير محوري طبقي أو تصوير أشعة إلى مراكز مجاورة، وكذلك بالنسبة لمن يحتاجون لفحوصات دم وتشريح مرضي.
يذكر أن إمكانية العلاج الشعاعي غير متوفرة، وهي مشكلة تعاني منها منطقة جنوب سوريا عموماً.
وبلغ عدد الحالات التي عاينها المركز خلال شهر ونصف من عمله حوالي 170 حالة مختلفة ما بين مريض مراجع وجديد، وتنوعت حالات العلاج بين الجرعات الوريدية والفموية وخزعات نقي عظام ولطاخات الدم المحيطية.
ولفت "الأتاسي" إلى صعوبة تقدير نوعية الحالات أو الأمراض الأكثر شيوعاً ونوعية الأورام حالياً؛ وخصوصاً أن المركز حديث التأسيس، فهذا الاستبيان يحتاج -حسب قوله- إلى حوالي سنة من العمل والمتابعة، لكن الملاحظ من خلال الفحص والاستقصاءات- أن هناك عدداً من الحالات ظهرت الأورام فيها متقدمة في المرحلة الرابعة من المرض "ستيج فور" وأحد أسبابها تأخر التشخيص والمتابعة.
وأبان محدثنا أن علاج الأورام يتطلب الكثير من التقنيات المتقدمة والتي لا تتوفر حالياً بسهولة في المنطقة، وكذلك عدم وجود بعض التخصصات الجراحية التداخلية المعقدة، وهذه مشكلة بالنسبة لمرضى الأورام ولذلك يغطي المركز ما يستطيع وحسب إمكانياته المتاحة.
ويُعد مركز الأورام الأول من نوعه في جنوب سوريا بعد إغلاق مركز الرحمة في الغوطة الشرقية بسبب نزوح الأهالي.
وهناك حاجة لمراكز تخصصية في ربوع سوريا لعلاج الأورام، إذ قلما تخلو منطقة أو مدينة من مصابين بهذا المرض الخطير، وعندما لا يكون هناك إمكانية لتلقي العلاج سواء الكيماوي منه أو الشعاعي أو الجراحي فهذا يؤدي إلى خسارة المرضى ويشكل المرض موتاً بطيئاً بالنسبة لحامليه مهما كانت مرحلة المرض إذا لم يكن هناك تشخيص ومتابعة أو علاج حثيثين.
و"الجمعية الطبية السورية الأمريكية "سامز" هي منظمة إغاثية طبية غير سياسية وغير ربحية، تعمل في الخطوط الأمامية لإغاثة المحتاجين خلال الأزمات.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية