*"اخي وحبيبي".. عبارة تلخص 16 سنة من التعاون على الاختراق
*والده عميد وأخوه مقدم، وله عم وخال برتبة عميد وخال آخر بريتة عقيد
لعل أول ما يتعلمه دارسو الحقوق والمنخرطون في سلكها مقولة تؤكد أن لا وجود لجريمة كاملة، ولعل هذه العبارة اليقينية بالذات هي التي تدفعنا في "زمان الوصل" لملاحقة الأخبار حتى بعد انقضاء أجلها، و"انتهاء صلاحيتها"، يقينا منا أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفروق الكبيرة.
وقد مثل خبر مصرع المقدم "سومر زيدان" فرصة لتتبع سيرة وعلاقات هذا الشخص، الذي نعته فئة من الموالين بحرقة زائدة وخلعت عليه حللا من ألفاظ التمجيد والبطولة، لنكتشف أن مشهد جنازة الضابط القتيل وبعض من حضروا فيها يبوح بما كنا نبحث عنه.
وقبل أن ندخل في تفاصيل ما باحت به جنازة "زيدان"، لابد من عرض سريع لبيانات هذا الضابط القتيل، حيث ولد "سومر" في القطيلبية (منطقة جبلة) عام 1975 لأب يدعى "مالك زيدان" وهو عميد متقاعد، وأم تدعى "كوكب محمد".
ينتمي "زيدان" كأغلب الأسر العلوية لعائلة عسكرية، فوالده كما ذكرنا عميد، وشقيقه "نورس" يخدم برتبة مقدم في صفوف مليشيا "صقور" الصحراء.
وللقتيل "سومر" عم برتبة عميد يدعى "كاسر"، كما إن له خالين أحدهما برتبة عميد (اسمه علي)، والآخر برتبة عقيد (اسمه آصف وقد لقي مصرعه من قبل).
درس "زيدان" الحقوق وتطوع في سلك الشرطة ليتخرج عام 2002 ضمن عداد الدورة "29 مدراء نواحي"، وتم اختياره للخدمة في الأمن السياسي.
أما عن علاقة الضابط القتيل "زيدان" بملف "الداعية الجهادي"، محمود قول آغاسي، الملقب "أبو القعقاع"، فيلخصه ظهور "أحمد صادق" مدير مكتب "آغاسي" السابق، في تشييع "زيدان" والكلمات التي باح بها بهذه المناسبة.
وقد سبق لـ"زمان الوصل" قبل 3 سنوات تقريبا، أن انفردت بتقرير عن "أحمد صادق" وعلاقته بـ"أبو القعقاع" (الذي قتل عام 2007)، وتحوله –أو انكشاف- وجهه (أي وجه أحمد صادق)، بصفته عميلا مخابراتيا من الدرجة الأولى.
*الحادثة المفصل
فأثناء جنازة القتيل "زيدان" ظهر "أحمد صادق" في مقدمة صفوف المشيعين والمعزين المحزونين على فراق "أخي وحبيبي"، حسب الوصف الدقيق الذي أطلقه الأخير على القتيل وهو ينعيه.
أما لماذا "أخي وحبيبي"، فذلك لأن علاقة "صادق" مع "زيدان" تعود إلى نحو 16 سنة، ومنذ أن كان الأخير برتبة ملازم أول (أي فور تخرجه)، حيث كان التواصل دائما مع "زيدان" -الذي كان على الأرجح- مكلفا ببعض شؤون اختراق الجماعات الجهادية، ومن بينها جماعة "جند الشام" التي حرص "أبو القعقاع" لاحقا على نفي صلته بها، رغم أن هناك من يقول أن هؤلاء كانوا من تلامذته ردحا من الزمن، حتى علم بعضهم بـ"عمالة" أبو القعقاع، وأنه مجرد أداة بيد المخابرات لاختراق وتطويع "الجهاديين" وتكليفهم بما يتوائم مع أهداف النظام.. فانشقوا عنه، وبدؤوا يحاربونه ويترصدونه هو وكل الدائرة المخابراتية المشبوهة.
وقد كشف اشتباك دار مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر 2005 حلقة من حلقات تلك السلسلة المخابراتية المرتبطة بملف "أبو القعقاع"، حيث اشتبكت مجموعة محسوبة على "جند الشام" مع الضابط "سومر زيدان"، وكادوا يقتلونه، لكنه جرح مع عنصر مخابرات آخر، ومن يوم هذا الهجوم بدأ التحول العلني والمكشوف يظهر على "أبو القعقاع" حيث اختفى من مشهد الخطابة الجهادية الحماسية، وخفف لحيته كثيرا، واستعاض عن "الكلابية" بالطقم الرسمي وربطة العنق، مستديرا نحو نموذج "الدعاة المودرن" بعد أن كان محسوبا في صفوف "الدعاة السفليين" ذوي التوجه الجهادي.. قبل أن يلقى مصرعه في حادثة إطلاق رصاص ما يزال كثير من الغموض يلف مدبرها ومنفذها الفعلي.
والخلاصة أن "جريمة" الاختراق التي أحاطت بملف "أبو القعقاع" وراح ضحيتها آلاف الشباب (السوريين وغيرهم) بين قتيل ومعتقل، والتي لعب فيها "سومر زيدان" و"أحمد الصادق" أدوارا رئيسة فيها، أثبتت جنازة "سومر" أنها لا يمكن أن تكون جريمة كاملة.
وبالتوازي مع هذا الكشف عن علاقة "زيدان بملف "أبو القعقاع"، فقد وردت إلى "زمان الوصل" أنباء تعيد حادثة مقتل "زيدان" إلى صراع داخلي (مع الشبيحة والمرتزقة)، الذين كان "زيدان" يبرع في تجنيدهم، كما كان يبرع في تجنيد العملاء وإدارة الجماعات التي يدعي هو ونظامه محاربتها.
إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية