أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ناشطون يحذّرون من تدهور الأوضاع الصحية في مخيم "دير بلوط" بريف عفرين

يسكن المخيم حوالي 7 آلاف نازح

عبّر عدد من الناشطين عن مخاوفهم من تدهور الأوضاع الصحية لقاطني مخيم "دير بلوط" الواقع في ريف بلدة عفرين في الشمال السوري بسبب افتقاره للطواقم الطبية والإسعافية اللازمة للحالات المرضية المزمنة والمفاجئة، فضلاً عن بعد أقرب مشفى عن المخيم مسافة لا تقل عن 10 كم، ما يجعل نقل الحالات الطارئة وإسعافها أمراً متعذراً خصوصاً فيما يتعلق بالمصابين بأمراض تحتاج للرعاية الدائمة كمرضى القلب والكلى، فيما سجلت حالتا وفاة بسبب المرض ونقص الرعاية الطبية داخل المخيم، حيث قضى اللاجئ "مهند سخنيني" إثر إصابته بسكتة قلبية أدت إلى وفاته على الفور وكذلك النازح "عامر عقر" ابن مخيم "اليرموك" الذي توفي إثر إصابته بنوبة قلبية مفاجئة أيضاً. 

على الطريق الواصل بين "جنديرس" في عفرين وبين "أطمة" في إدلب يقع مخيم "دير بلوط" الذي أُنشئ منتصف نيسان أبريل/2018 ويقطنه زهاء 7 آلاف نازح قدموا إليه من جنوب دمشق والغوطة الشرقية والقلمون وحمص ومناطق أخرى، ويفتقر المخيم الذي تشرف عليه شركة "afad" التركية و"الهلال الأحمر التركي" للعديد من الخدمات الأساسية من عدم توافر المياه وقلة المواد الغذائية إلى جانب النقص الحاد بالخدمات الطبية وما يتعلق بها من أدوية وأدوات ومستهلكات.

مسؤول الملف الطبي للمهاجرين في مخيم "دير بلوط" الممرض "أبو جمعة" أكد لـ"زمان الوصل" عدم وجود أي طبيب بأي اختصاص لمعاينة المرضى في المخيم والطبيب الوحيد الموجود هو طبيب معالجة فيزيائية.

ولفت محدثنا إلى عدم توفر الأدوية لمرضى الداخلية مثل أدوية الربو، سكر الدم، الضغط بالإضافة لأمراض القلب وعدم وجود سيارة إسعاف لنقل أي حالة طارئة إلى أقرب المشفى والتي تبعد عنا ما يقارب 10 كم، كما لا يتوفر أي طبيب مناوب في المخيم على مدار الساعة تحسباً لأي طارئ.

أبو جمعة أشار إلى انتشار العديد من الأمراض في أوساط المهجرين داخل المخيم ومنها التهاب الأمعاء بسبب الطعام وتلوث المياه، وكذلك التهاب البلعوم أيضاً بسبب تلوث المياه بالإضافة إلى ضربات شمس وارتفاع الضغط الشرياني بسبب الحرارة، ناهيك عن الزكام ونزلات البرد، كما يقول.
ولفت محدثنا الذي يدير خيمة طبية داخل المخيم إلى انتشار مرض "الأكزيما" بسبب المياه في الآونة الأخيرة وبعض الحالات التي راجعت الخيمة كانت تعاني من طفيلي الجرب. 

ورغم أن الخيمة التي لا تتعدى مساحتها أمتارا قليلة تستقبل حوالي 100 حالة صحية يومياً إلا أنها تفتقر للكثير من المستلزمات الضرورية في عملها، ومنها عدم توفر الضمادات والأدوات الطبية مثل أبر الخياطة والسرنكات وأدوات الجراحة الصغرى لخياطة أي جرح إذا اضطر الأمر.
وأكد المصدر نفسه أنه يضطر لدفع ثمن الأدوية والأدوات الطبية من شاش وسرنكات ومعقمات من حسابه الخاص، مشيرا إلى أن الحكومة التركية تمنع دخول الطواقم أو المساعدات الطبية إلى المخيم متذرعة بأن "الهلال الأحمر التركي" ومنظمة "أفاد" هما المسؤولتان عن المخيم دون أن تقدم له أي شيء يُذكر، وعبّر محدثنا عن خشيته من تدهور الأوضاع الصحية أكثر في ظل الظروف الراهنة في المخيم.

وأشار إلى شيوع حالات تجفاف التي قد تؤدي إلى الوفاة وخاصة عند الأطفال، وثمة مخاوف من انتشار الجرب لعدم توفر مياه الاستحمام، وهناك حالات من لساعات الذباب "اللاشمانيا" المعروفة بـ"حبة حلب" وراجعت الخيمة الطبية العديد من الإصابات.

"محمود الدمشقي" نازح تنقل بين عدد من بلدات جنوب دمشق ليضطر أخيراً للنزوح إلى شمال سوريا منذ أسبوعين، ضمن عملية التهجير القسري ليقطن في خيمة لا تصلح للبشر كما يقول.

ويصف الدمشقي الحياة داخل المخيم بـ"الموت الزؤام" إذ يفتقر–كما يقول- لأدنى مستوى من النظافة، حيث تتراكم أكوام القمامة في كل مكان من المخيم وبخاصة حول الحاويات، علاوة على الحر الشديد، حيث ترتفع درجة الحرارة داخلها لدرجة يشعر الإنسان الموجود داخلها بضيق تنفّس.

ويبدأ جسده بالتصبب عرقاً ويبدأ لون بشرته بالتغيّر وتظهر علامات الحساسية والحكّة جرّاء انتشار أعداد هائلة من الذباب.

ولفت "الدمشقي" إلى أن عدّة حالات غثيان وخصوصاً عند النساء والأطفال سُجِّلتْ في المخيم، وفي ظل انعدام الكهرباء ومع اشتداد حرارة الشمس وشح المياه الصالحة للشرب، ومياه الاستخدامات الأخرى، تبقى النظافة العامّة مهمّة صعبة التحقيق-كما يقول محدثنا –مضيفاً أن "ما يزيد في معاناة قاطني مخيم دير بلوط وجود نهر طيني يتهدد حياة القاطنين وابتلع النهر منذ أيام نازحيْن من الغوطة الشرقية بسبب مفيض النهر الطيني فيما نجا اثنان آخران بعد أن تم إنقاذهما".

وأدى وضع كرفانات الحمامات بطريقة عشوائية، مائلة إلى تجمّع المياه الملوّثة داخل التواليتات، ودفعت هذه الظروف وسوء الأوضاع بالعديد من قاطني المخيم إلى مغادرته ليستأجروا في عفرين أو غيرها من البلدات القريبة أو المحيطة. ولا يزال بداخل المخيم مئات العائلات التي لا تجد ثمن رغيف خبز، وهذا ما دفعهم للقبول بخيمة لا تصلح للبشر.

زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي