يماطل نظام الأسد في تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع فصائل "المقاومة السورية" في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، نهاية شهر نيسان/ إبريل الماضي، والقاضي في أحد بنوده بالإفراج عن جميع المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية للنظام.
في السياق ذاته قال الناشط الإعلامي "بهاء الدين محمد" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إنه حتى اللحظة لم تسجل مدن وبلدات القلمون الشرقي حادثة واحدة لخروج أحد من أبنائها المعتقلين في سجون النظام، حيث اكتفى الأخير بتقديم وعودٍ متكررة لأعضاء "لجان المصالحة" بمتابعة وتسريع هذا الملف.
وأضاف أن النظام هو المسؤول عن التأخير الحاصل في ملف المعتقلين، لأن لجان التفاوض عن منطقة القلمون الشرقي، قامت ووفقاً لشروط الاتفاق الموقع مؤخراً مع "المقاومة"، بتسليم كلٍ من الجانب "الروسي"، ورؤساء الأفرع الأمنية لدى النظام قوائم بأسماء المعتقلين من أبناء المنطقة.
وكرر النظام مماطلته في تنفيذ البند نفسه في كل "التسويات" التي فرضها على مناطق في دمشق وحمص وغيرهما، حيث تقدر منظمات حقوقية عدد المعتقلين والمغيبين قسريا الموثقين بالاسم بنحو 200 ألف، غير أن العدد الحقيقي يتجاوز ذلك بكثير، بحسب ناشطين.
أشار "محمد" إلى النظام قد تعمد إهمال ملف المعتقلين في جميع التسويات والمصالحات التي شهدتها مناطق عدّة من ريف دمشق، وأرجع السبب في ذلك إلى أن النظام قام وعلى مدار السنوات الماضية بتصفية وإعدام جميع المعتقلين من أبناء المنطقة.
وأدّى إهمال النظام لملف المعتقلين في منطقة القلمون الشرقي، إلى استياءٍ شديد في أوساط ذويهم الذين كانوا يعولون كثيراً على "المصالحة" مع النظام لمعرفة مصير أبنائهم.
ووفق تقديرات سابقة صادرة عن مجالس محلية في المنطقة، فإن عدد المعتقلين في سجون النظام لا يقل عن 700 معتقل.
حسب آخر الأنباء الواردة من منطقة القلمون الشرقي، فإن الحواجز العسكرية المحيطة بالمنطقة، اعتقلت في الآونة الأخيرة عدداً من الأشخاص الذين حاولوا الخروج نحو العاصمة "دمشق"، وهم ممن في سن الخدمة العسكرية الإلزامية، أو المطلوبين أمنياً للنظام.
نوّه "محمد" إلى أنه وعلى الرغم من مضي شهر ونيف على التسوية في منطقة القلمون الشرقي، إلا أن أبناءها لا يزالون ينتظرون إلى الآن وصول أوراق "تسوية الوضع" الصادرة عن النظام، حتى يتسنى لهم التحرك بحرية في المنطقة، والوصول إلى "دمشق" دون تعرضهم لمضايقات أو اعتقالات من قبل حواجز النظام.
تضم منطقة القلمون الشرقي ثلاث بلدات كبرى هي (الرحيبة، جيرود، الضمير) كانت خاضعة لسيطرة فصائل من "المقاومة" السورية أبرزها: "جيش الإسلام" و"قوات أحمد العبدو"، قبل أن تستعيد قوات النظام سيطرتها مجدداً على هذه البلدات، مطلع شهر أيار/ مايو الحالي، وذلك بموجب اتفاقٍ أُبرِم مع "المقاومة" برعاية "روسية".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية