أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من جحيم الحرب إلى ربيع التحدي.. شابة سورية تحصد جائزة "قهر الشدائد" في بريطانيا

وصلت إلى بريطانيا منذ عامين فقط - زمان الوصل

تمكّنت اللاجئة الشابة "ربيعة حسون" من التفوق على عشرات المشاركين الإنكليز في مسابقة خصصت لموضوع "التغلب على الشدائد والتحديات"، علما أنها وصلت إلى بريطانيا منذ عامين فقط.

وكانت العشرينية ربيعة المولودة في قرية آبل (جنوب غرب حمص) قد خرجت من سوريا بسبب ظروف الحرب بعد حصولها على الثانوية العامة، متوجهة إلى لبنان حيث التحقت بإحدى جامعاتها –قسم الحقوق- ودرست فيها مدة 3 سنوات عملت خلالها كمتطوعة مع عدد من المنظمات الإنسانية، قبل أن تضطر مع شقيقتيها "صباح" و"حسنة" للجوء إلى بريطانيا ضمن برنامج الأمم المتحدة للتوطين صيف 2016، متحديات -كما تقول لـ"زمان الوصل"- نظرة الناس والمجتمع لخروج فتيات شابات بمفردهن إلى بلد غريب ومجتمع جديد وثقافة مختلفة تماما، حيث تمكنت مع شقيقاتها من كسر هذه النظرة النمطية.

وتنتمي "ربيعة" إلى عائلة دفعت ضريبة الحرب مبكرا، فقد أجبرت هذه العائلة على مغادرة بلدتها عام 2012 بعد أشهر من الحصار، وتفرق أفرادها المكونون من 7 فتيات و3 شبان في بلدان مختلفة، كما فقدت شقيقتها "حسنة" زوجها وطفليها أمام عينيها إثر إصابتهم بشظية أدت إلى بتر قدميها من فوق الركبة أيضا.

"ربيعة" التي تعيش في شمال شرق إنجلترا (مدينة دورهام)، روت كيف استطاعت إتقان اللغة بوقت قياسي وتعرفت على مجتمع متنوع الثقافات والانتماءات، والتحقت بعدد من المنظمات المحلية كمتطوعة مثل شبكة "النساء المتنوعات" و"جمعية المرأة العربية -ربيع الغربة"، وكيف مثّلت اللاجئين تحت قبة البرلمان البريطاني، وهذا ما ساعدها –كما تؤكد- على تطوير ذاتها ومهاراتها وتمتين علاقاتها الاجتماعية.

نالت اللاجئة القادمة من ريف حمص منحة دراسية في القانون التجاري الدولي من جامعة لندن العام الماضي 2017، واتبعت دورة لمدة 3 أسابيع، ثم عادت لتكمل دراسة اللغة الإنكليزية في مدينة "دورهام" التي تقطن فيها مع شقيقاتها، قبل أن تلتحق بمدرسة صيفية جامعية بفضل منحة "Summer King".

"ربيعة" قالت إن تجربتها في المدرسة الصيفية ألهمتها مواصلة تعلم اللغة الإنجليزية مدة عام إضافي، ومن ثم التقدم بطلب الالتحاق ببرنامج تأسيسي في القانون، وهي الآن في طور إتمام الكورس الخاص بالامتحان الذي تتهيأ لأدائه مطلع العام القادم.

ولفتت الشابة السورية إلى أنها التحقت بمنظمة "Durham Works" التي أخذت بيد مئات الشباب في التدريب والتلمذة المهنية والتوظيف، وقد ساعد هذا المشروع منذ أوائل عام 2016 أكثر من 500 شاب للوصول إلى الدعم وتحسين مستقبلهم.

وأشارت إلى إنها تمكنت بدعم من هذا البرنامج من تطوير مهاراتها الاجتماعية، وتعزيز ثقتها واحترامها لذاتها، مضيفة أن مدربي المشروع ساعدوها في التقدم للحصول على الوظائف والتدريب، وتمكنت بالفعل –كما تقول– من الحصول على وظيفة في بلدية "دورهام" بعقد لمدة سنتين سيمكنها من الاستغناء عن المساعدات الحكومية التي تُمنح للاجئين، فيما تخطط للعودة إلى الجامعة من أجل تحقيق حلمها وإثبات ذاتها، رغم مصاعب اللجوء.

ربيعة (24 عاما) لفتت إلى أن مسابقة "التغلب على الشدائد والتحديات" أقيمت بدعم وإشراف من منظمة "DurhamWork"، وقد ضمت المسابقة في عضويتها حكّاماً مهنيين وذوي اختصاصات متنوعة، في تقليد تتبعه بلدية المدينة منذ سنوات طويلة جدا.

وأفادت الشابة أن المسابقة ضمت 5 مجموعات، وتم اختيار القائمة النهائية المؤلفة من 35 مشاركا قبل أن يتم ترشيح اسمها لاحقا للفوز بالجائزة الكبرى؛ لأنها -بحسب المدربين- اشتغلت على نفسها وطوّرت مهاراتها الحياتية بشكل لافت بعد سنتين فقط من وصولها إلى بريطانيا، رغم مصاعب الاندماج وتحديات الحياة الجديدة.

وختمت "ربيعة" مؤكدة أنها عاهدت نفسها على إضفاء جو من الإيجابية والتفاؤل في حياتها منذ وصولها إلى بريطانيا كخطوة أولى في إثبات ذاتها، محاولة الاستفادة من تشجيع المجتمع والناس الذين تعرفت إليهم وساعدوها في التأقلم والتعلم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي