حذرت مصادر مطلعة على تطورات الوضع الميداني بريف درعا الشرقي من التهاون في التعامل مع ملف عناصر تنظيم "الدولة" الذين اعتقلتهم فصائل المقاومة خلال محاولتهم التسلل من بادية السويداء باتجاه ريف درعا الشرقي، مشيرة إلى أن عدد العناصر الذين تم القبض عليهم يقترب من المئة، من دون أن تستبعد أن يرتفع العدد إلى مئات.
وأكدت المصادر لـ"زمان الوصل" أن المعلومات التي لديها تشير إلى أن عدد العناصر الذين يسعى التنظيم إلى زجهم في حوران يصل إلى ألفي عنصر.
والسؤال المطروح في هذا الملف، ما هو مصير العشرات من منتسبي التنظيم الذين أسرتهم الفصائل؟ فمحكمة "دار العدل" لا تقوى على حراستهم وإطعامهم وسبق أن شهدت سجونها حالات هرب سابقة، وفي هذا السياق قالت المصادر: "سبق وبتقصير أمني وربما برشوة أحد الحراس أن حصلت حالات هرب جماعي للمساجين خلال السنتين الماضيتين وكان من بين الهاربين عناصر من التنظيم".
وأضافت المصادر أن الفصائل في تلك الفترة كانت تبذل جهودا مضاعفة في متابعة ملف التنظيم وهذه الجهود كانت تذهب أدراج الرياح جراء "الهروب الجماعي".
إلا أن المصادر عادت لتقدم أسئلة عبر "زمان الوصل": إذا كانت المحكمة قادرة على تحمل مسؤولية بعض المعتقلين فهي بلا شك عاجزة عن حمل مسؤولية الجميع، لمعتبرة أن الأمر يعود إلى الفصائل التي تأسرهم، لكن هذه الفصائل هل تستطيع محاكمتهم؟ وتحت أي مرجعية ستتم المحاكمة؟ وهل هناك قانون سيطبق ومن سن هذا القانون وصوت عليه؟ هل يمكن التعامل معهم كأسرى حرب؟.
وفي هذا السياق أيضا حذرت أوساط متابعة لهذا الملف من أن تقوم بعض الفصائل بإجراء دورة شرعية لعناصر التنظيم ومن ثم إطلاق سراحهم، وهذا ما رأته الأوساط "كارثة للمنطقة وحوران"، مشيرة إلى أن مقاتلي التنظيم لديهم عقيدة قوية وليس من السهولة بمكان إزالة الأفكار المنحرفة لديهم بدورة لمدة أسبوع أو اسبوعين، وبالتالي سيشكلون خطرا حقيقيا، وهذا الخطر لا يكمن في التحاقهم بمنطقة حوض اليرموك معقل التنظيم في الجنوب، ولكن الخطر يكمن في أن ينتشروا بالمناطق المحررة ويتحولوا إلى خلايا نائمة لاسيما أن الكثير منهم بحسب مصادر متابعة للتحقيقات التي جرت مع عناصر التنظيم، لهم صلة قربى أو مصاهرة مع أناس من حوران أو من المقيمين فيها، وهذا ما يسهل من عملية تحولهم إلى خلايا نائمة.
وقالت المصادر "إذا حصل هذا الأمر فإن التنظيم الموجود في منطقة حوض اليرموك سيجد من يسانده من هذه الخلايا في حال قرر التوسع، وسبق أن حصلت هذه المسألة في ريف درعا المجاور لمنطقة الحوض، كما أنهم قد ينفذون عمليات اغتيال وتفجيرات غاية في الخطورة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية