أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بطاقات شخصية في "عفرين".. إجراء أمني أم تقسيم؟

استقبلت مدينة "عفرين" وقراها الآلاف من المهجرين قسرا - أرشيف

بدأت السلطات التركية مؤخراً بتوزيع بطاقات شخصية ولوحات مرورية على المدنيين القاطنين في منطقة "عفرين" بريف حلب الشمالي، في خطوة لاقت ردود فعل متباينة بين مرحب ورافض لها.

كما شرعت مجالس محلية في مدينة "الباب" في الريف الشرقي لحلب بخطوة مماثلة من خلال توزيع بطاقات تعريفية على السكان في منطقة ما بات يعرف بـ "درع الفرات" المحررة من تنظيم "الدولة الإسلامية" بدعم تركي.

وتعلل الحكومة التركية والمجالس المحلية لعفرين تلك الخطوة بأنها تهدف إلى ضبط الأمن والاستقرار ومحاربة الخلايا النائمة التابعة لميليشيات "سوريا الديمقراطية"، إضافة إلى حصر أعداد المدنيين في "عفرين" وريفها، ومحاربة عمليات تزوير الوثائق الرسمية التي انتشرت بكثافة في الشمال السوري.

في حين يعتقد معارضو هذه الخطوة أنها تصب في خانة التقسيم والتغيير الديمغرافي لمنطقة "عفرين" والشمال السوري، كما تحظر على باقي السوريين من غير حملة تلك البطاقات الدخول إليها.

واستقبلت مدينة "عفرين" وقراها الآلاف من المهجرين قسرا ضمن اتفاقات التسوية المفروضة بالقوة في مناطق ريفي دمشق وحمص وحماة لاسيما منطقتي الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي.

"حسن شندي" من المجلس المحلي لـ"عفرين" قال لـ"زمان الوصل" إن "توزيع هذه البطاقات جاء لضرورات أمنية في المنطقة، ولم يتم توزيع هذه البطاقات على الجميع حيث حصل عليها بعض المدنيين في عفرين".

وأشار "شندي" أنه لا نية لدى المجلس أو تركيا لتعميم هذه البطاقة في الشمال السوري، كما يتم التداول بين المدنيين"، مضيفاً أنه في الأيام القادمة سوف تتوضح الأمور بشكل كامل.

بدروه اعتبر "عبدو نبهان" من مجلس "عفرين" المحلي أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه، مؤكداً أنها عبارة عن بطاقات تعريفية للمدنيين العابرين على حواجز الجيش التركي المنتشرة في المنطقة.

وأضاف "نبهان" لـ"زمان الوصل" أن العديد من كبار السن والأطفال لم يتم منحهم تلك البطاقة ما يدل على أنها أمر لا يتعلق بأي تقسيم. 

وحول الخطوة التركية، قال الصحفي السوري "نجم الدين النجم" لـ زمان الوصل: "في كل مكان يشرف عليه الجيش التركي وقوات "درع الفرات"، يتمايز عن بقية المناطق، بسرعة استقراره وعودة الناس إليه، وكذلك سرعة إصلاح الخدمات وكل ما من شأنه تسريع عودة المدنيين، وهذا ما شاهدناه في الباب وجرابلس".

وحول مخاوف المدنيين من هذا الإجراء، قال النجم: "لا أعتقد أنها مخاوف مشروعة.. التصريحات الرسمية التركية أكدت مراراً على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها، عدا عن ذلك في المناطق السورية التي تتواجد فيها قوات تركيا ليست مناطق غنية لتثير الأطماع، ولا تتمتع بثروات باطنية على سبيل المثال". 

وفي آذار مارس الماضي أعلن الجيش التركي والمقاومة السورية سيطرتهما على مدينة عفرين بأكملها، بعد أن كانت تحت سيطرة ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عموده الفقري، وذلك بعد نحو شهرين من إطلاق عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم "غصن الزيتون".

يوسف الحلبي - زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (150)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي