أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أصم وأبكم وضرير.. من ينقذ الطفل "أحمد" في ريف إدلب

الطفل "أحمد"

وُلد الطفل "أحمد نوري الأحمد" مصابا بشلل شبه كامل نتيجة نقص الأوكسجين عند الولادة، ما أدى إلى عجزه فيما بعد عن الحركة وفقدانه للنطق والسمع والبصر وبسبب ظروف الحرب والحصار وتدمير منزل أهله في بلدة "التريمسة" بريف حماه، اضطرت عائلة الطفل الذي لم يكمل الرابعة من عمره للنزوح إلى "كفر نبل" بريف إدلب وينتظر أحمد يداً حانية تمتد إليه وتساعده في تغطية نفقات علاجه التي أرهقت كاهل عائلته، كما يروي والده "نوري الأحمد" لـ"زمان الوصل" وخصوصاً أن حالته بدأت تزداد سوءاً يوماً بعد يوم جراء عدم متابعة علاجه، وبدأ يعاني أيضاً من التهابات بالرئة والقصبات ومن ضيق في التنفس وعدم القدرة على تناول الطعام من فمه، ما يضطر ذويه لتزويده بالطعام من خلال حقنة الدواء.

ولفت محدثنا إلى أن طفله كان مع والدته لدى بيت جده بريف إدلب فأصيب بارتفاع حراري مفاجئ تطور فيما بعد إلى مرض "السحايا" بسبب تأخر علاجه ووجود والدته في منطقة محاصرة لا يتوفر فيها أطباء.

وعند نزوح العائلة إلى ريف إدلب لاحظ والده -كما يقول- أن طفله الذي لم يتجاوز الشهر الأول من عمره آنذاك غير طبيعي، فبدأ بالبحث عن علاج له وبسبب ظروف الحصار وضيق الحال اضطر محدثنا -كما يقول- للجوء إلى تركيا وهناك عرضه على العديد الأطباء والمشافي في عدد من المدن التركية كأنطاكية وأضنة لأكثر من سنة، ولكن دون أن يعرفوا طبيعة مرضه، حسب قوله. 

وبسبب تكاليف التنقل والعلاج غير المجدي ساءت أوضاع عائلة "أحمد المادية" وباتوا لا يملكون حتى أجرة الطريق –كما يؤكد والده- فاضطروا للعودة إلى سوريا رغم خطورة الأوضاع وظروف الحرب، وهناك عرضه على أحد الأطباء فأجرى له تخطيطاً للدماغ وصورة رنين مغناطيسي وتحاليل عامة لجسمه ليتضح -حسب الطبيب- أن الطفل أصيب بالسحايا منذ الصغر نتيجة نقص الأوكسجين، ما أدى إلى حالة ضمور في الدماغ، ويحتاج لعلاج قد يمتد لسنوات ولا تتعدى نسبة نجاحه 5%.

وأشار محدثنا إلى أن هذا المرض الخطير أثر على حالة طفله الصحية بشكل عام إذ فقد نظره وسمعه والمناعة العضلية في جسده، وبدأت حالته تتراجع وهو -كما يؤكد والده- دائم الاختلاج والبكاء طوال الليل ولا يستطيع الجلوس على الأرض بل يبقى مستلقياً على ظهره دون حركة طوال الوقت.

وأكد الأحمد أنه تواصل مع الكثير من المنظمات الطبية والإنسانية والجمعيات الخيرية كمنظمة "ihh" ومنظمة "الإحسان" وغيرها للاهتمام بطفله أو تأمين مصروف له لكونه يحتاج لعلاج وأدوية وأجور أطباء فوق طاقة العائلة، ولكنه لم يتلق أي استجابة -حسب تأكيده-، مضيفاً أن أحمد بحاجة لأدوية مدى الحياة ومنها بحسب تقرير طبي أدوية "ديفوتريلي" و"ديباكين" و"كييرا " و"لاميك" عدا الفوط الصحية والحليب كامل الدسم. 

ومما زاد الطين بلة -حسب محدثنا- الذي يقيم مع عائلته الصغيرة في تجمع للنازحين بريف إدلب الجنوبي أن البعض حاول استغلال وضع طفله الصحي وابتزازه مادياً، كاشفاً أن أشخاصاً تحدثوا معه عبر الجوال مدعين أنهم أطباء وأحدهم يدعى "سعيد حسين" قال إنه مدير الهلال الأحمر القطري الفرنسي ويريد مساعدته لوجه الله –حسب زعمه- وتابع والد الطفل المصاب أن الطبيب المذكور أحاله إلى شخص يُدعى بلال ادعى بدوره أنه مدير مشفى "الأمل" في "الريحانية" للاتفاق على آلية الدخول، واتصل الدكتور المذكور به بعد قليل ليفاجأ بأنه يطلب مبلغ 800 دولار وهي -حسب زعمه- عبارة عن تكاليف دخوله مع عائلته إلى تركيا فقام برهن أغراض منزله والاستدانة من أصدقائه حتى تمكن من توفير المبلغ الذي أرسله إلى تركيا ليفاجئ ثانية أنهم يطالبونه بمبلغ 750 كتأمين قبل أن يكتشف بأنهم مجرد محتالين استغلوا حاجته لعلاج طفله.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(166)    هل أعجبتك المقالة (141)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي