قال الناشط "نور رضوان" من السويداء إن النظام نقل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق جنوب دمشق إلى ريف السويداء الشمالي الشرقي، مؤكدًا أن النظام أشرف على عملية نقلهم بحماية من طائرة مروحية وطائرة استطلاع رافقت الرتل حتى وصل ريف السويداء الشمالي الشرقي.
وأوضح في حديث لـ"زمان الوصل" أن عدد الشاحنات والسيارات التي نقلت عناصر التنظيم من جنوب دمشق إلى السويداء يتراوح بين 35 إلى 40 وهي عبارة عن شاحنات (تريلا) وسيارات مختلفة الأحجام، دخلت إلى المحافظة عبر دفعتين ومن طريقين، الأولى دخلت من ريف دمشق إلى منطقة "بئر القصب" مرورا بمنطقتي "الأصفر والساقية" الخاضعة لسيطرة قوات النظام، ليتم وضعهم في منطقتي "العورة" وقرية "الأشرفية" شمال شرق السويداء، أما القافلة الثانية دخلت من دمشق إلى السويداء عبر الأوتوستراد، مروراً بقرية "الصورة الكبيرة"، بمحاذاة مطار "خلخلة" العسكري ثم تلول "أشيهب" ومنها إلى الأصفر ثم إلى "الأشرفية" و"العورة"، حيث تم وضعهم في المنطقة أيضا وغادرت الشاحنات عقب ذلك.
وتعتبر منطقتا "الأشرفية" و"العورة" شمال شرق السويداء امتداداً لمنطقة "الصفا" في بادية السويداء والتي تعد معقلاً رئيسياً لتنظيم "الدولة" في البادية السورية.
وأضاف أن هناك فرضيات كثيرة فيما يخص الهدف من نقل مقاتلي تنظيم "الدولة" إلى هذه المنطقة وأن أقربها للواقع هو مطالبة التنظيم بنقله إلى هذه المنطقة باعتبارها من أكثر المناطق الآمنة بالنسبة له في البادية السورية، فبادية السويداء لا تشهد أي نشاط جوي لطائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عدة سنوات ورغم تواجد التنظيم فيه، ويقتصر النشاط فيه على طيران النظام الحربي والطيران الروسي الذي نفذ طلعات محدودة في المنطقة خلال السنوات الفائتة، وبالتالي يستطيع التنظيم تأمين حماية مبدئية للمئات من عناصره ويستطيع توزيعهم في بادية السويداء التي تحوي تضاريس وعرة جداً في أجزاء منها كمنطقة "الصفا" التي تعتبر من أشد المناطق وعورة في البادية السورية.
وتابع إن المنطقة التي نقل النظام عناصر التنظيم لها لا تبعد أكثر من 60 كم عن "الحدود الأردنية"، معتبرا أنها ورقة ضغط جديدة على الأردن خصوصاً مع الأنباء المتناقلة عن مفاوضات غير معلنة بين الأطراف الدولية حول المنطقة الجنوبية الغربية في سوريا "درعا" و"القنيطرة" المحاذيتين للملكة الأردنية.
أما فيما يخص محافظة السويداء، يرى المصدر أن عناصر التنظيم الذين تم نقلهم مجددًا يشكلون خطراً كبيراً أو وجودياً على محافظة السويداء، فخلال عامي 2014 -2015 كان التنظيم في أوج قوته فحدوده ممتدة من العراق إلى بادية السويداء، وكانت هجماته على المحافظة محدودة جداً في ذلك الحين مقارنة ببقية المناطق، وفي الوقت الحالي من الواضح أن التنظيم غير استراتيجيته العسكرية بعد خسارته معظم مناطقه في العراق وسوريا وانحسار مناطق سيطرته في البادية.
وأردف "رضوان" أن عمليات التنظيم في بادية السويداء تصاعدت خلال شهر أيار مايو الحالي وشهر نيسان ابريل الفائت، فخلال الشهر الماضي استهدف التنظيم سيارات لقوات النظام قرب سد "الزلف" في ريف السويداء الشمالي الشرقي بعبوات ناسفة في عمليات متفرقة؛ أدت لمقتل عقيد من الجيش السوري برفقة عنصر آخر ومقتل عنصر من ميليشيا "الدفاع الوطني" في محافظة السويداء وإصابة خمسة آخرين بين عناصر نظام و"دفاع وطني".
أما على صعيد الممارسات التي ارتكبها التنظيم بحق المدنيين، وثق ناشطون في السويداء قيام التنظيم بإعدام 3 مواطنين من ريف دمشق في بادية السويداء بتهمة الانتماء لفصائل المعارضة خلال الأسبوع الفائت، إضافة إلى خطف مواطنين اثنين من درعا و3 مواطنين من السويداء في عمليات متفرقة خلال شهري شباط فبراير وآذار مارس الفائتين، فضلاً عن قيامه بمصادرة ممتلكات المواطنين من أبناء البادية خاصة "المواشي" بتهم مختلفة يوجهها لهم، مشيرا إلى أن هذه الممارسات؛ أدت إلى نزوح ما يزيد على 25 عائلة من عشائر البادية إلى ريف درعا الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة خلال الأيام القليلة الفائتة.
يذكر أنه بعد معارك استمرت لنحو شهر خلال آخر حملات النظام جنوب دمشق، تم الاتفاق بين قوات النظام وتنظيم "الدولة" في مناطق "الحجر الأسود" و"مخيم اليرموك" قبل يومين يقضي بخروج عناصر التنظيم نحو جهة لم تكن معلومة حينها، قبل أن يتبين قدومهم إلى بادية السويداء.
السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية