أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يا صاحب الدبلة الذهب ... حسن بلال التل

يقول قاموس المنجد في اللغة والاعلام ان الغيط هو الدخول في الخصومة ويقال بينهما مغايطة اي بينهما خصومة وكلام مختلف. ولا ادري اهي من سخريات القدر ام من شدائده ان يدعى وزير الخارجية المصري باسم ابي الغيط وهل يا ترى كان الفراعنة او المصريون القدماء يستشرفون المستقبل عندما حرفوا هذه الكلمة لتصبح في لغتهم تعني البستان والارض حتى يأتي يوم تستعيد فيه معناها الحقيقي وبجدارة على يدي صاحب الايدي الناعمة والدبلة الذهب الوزير ابو الغيط الذي مذ سمعنا به وهو لا يقوم الا بزرع الخصومة وبذر الفتنة والقاء كلمات تختلف كل الاختلاف عن كل ما ينبض به الشارع العربي.

لم يسعفني الحظ او ربما اسعفني دون ان ادري بمشاهدة الكثير من مقابلات وتصريحات وألمعيات ابو الغيط لكن ما شاهدته منها كان اكثر من كاف لاصاب بمغص مستمر وصداع دائم وحالة من الذهول تأبى مفارقتي, فمنظر وزير خارجية مصر وهو متربع على كرسيه المذهب الاشبه بالعروش وانامله الناعمة -التي اجزم انها لم تحمل في يوم لا معولا ولا بندقية ولا قلما ولا حتى صفحة كتاب- تداعب دبلته الذهب التي لا ادري لماذا يصر على ابرازها في كل حركاته وسكنتاه كمثل العروس الجديدة, بل حتى ان هذه الدبلة يصعب التمييز ان كانت رجالية ام نسائية خصوصا ان نعومة انامل الوزير ونعومة الفاظة وحركاتة تجعل مسألة التمييز اكثر صعوبة.

ابو الغيط ومنذ اليوم الاول للعدوان على غزة بل ومن قبله وهو يدافع عن اسرائيل وموقفها اكثر مما دافعت به وزيرة خارجيتها ولولا تناقض التركيب لقلت انه يدافع بشراسة لكن كلمتي الشراسة وابو الغيط لا تتوافقان بل ان اقرانهما ببعضهما كفيل بتحويل العبارة الى نكته, اقول ان مصر ووزير خارجيتها الناطق بلسانها قد شقا الصف العربي بكل الصور الممكنة وكل ما يجري في مصر هو امعان في مسخها وتقزيم دورها وامعان في شق الصف العربي وهو ما يبدو ان مصر ادمنت القيام منذ وقعت معاهدة السلام الاولى.

فمنذ ما قبل الهجوم على غزة والذي اعلنته اسرائيل من فوق الثرى المصري اخذنا نرى ونسمع تصريحات ومواقف غريبة تصدر عما كان يوما ارض الكنانة, ودوما كان ابو الغيط بدبلته الذهبية ونعومته المائعة وراءها جميعا بدءا باعلان الحرب على غزة وصولا الى مطالبته وزراء الخارجية العرب بالمزيد من (المرونة) في مواقفهم!!! ولا ادري ما حاجة الرجال خصوصا ان كانوا وزراء الى المرونة او الليونة اللهم الا ان كانت المرونة والليونة هي ما اوصل ابو الغيط الى كرسي الوزارة؟؟ ثم اي مرونة هذه اكثر مما هو قائم واكثر مما نتج عن اجتماع وزراء خارجية اكثر من عشرين دولة بعضهم يحمل طابورا من الالقاب والصفات والدرجات اجتمعوا لساعات وايام ثم خرجوا يتصببون عرقا ببيان يخجل طالب في المرحلة الابتدائية من ان يصدره اذا ضربه استاذه.

ولك يا صاحب الدبلة الذهب اقول: مثلما ان اسمك يعني الفرقة والخصومة والاختلاف فان غزة في ذات المعجم ولاجل السخرية في ذات الحرف والباب تعني بادر ونازع والنزاع في لغة العرب بل وفي ذات المعجم لفظ ايجابي يعني المقاتلة والصمود وخلع العدو من اصله وجذوره, والغزة تعني المنعة والشدة فيقال اغتز الشجر اذا كثر شوكة وقسى و يعني ايضا الاتصال والارتباط فيقال اغتز فلان فلانا اي اختصه من بين اصحابه وهو لفظ يطول شرحه لغزارته وقد يصعب عليك استيعاب كل غاياته نظرا لان الغيط ليس له سوى معنا واحد اختصرته بضع كلمات.

عموما فما اردت ان اقوله هنا انه بالرغم من خيبة الامل الكبرى بالشقيقة الكبرى والتي كنا نتمنى عليها ان تلتزم الصمت كأضعف الايمان وبالرغم من ان لسان مصر والمصريين هذه الايام هو لسان رخو مائع الا اننا نعلم ان مصر لابد ستعود ارض الكنانة لان شعبها هو خير اجناد الارض وان اصابته نوبة من مرونة او ليونة بعدوى من المرنين الذين يحاولون تحييده فان المعادن لا تنسى خصائصها, والسيوف ان علاها الصدأ لا يصعب صقلها, والحصان الحر ان وضع تحت نير المحراث فانه لابد سيأتيه يوما يثور لنفسه وطبيعته, اما الذين يتحلون بالذهب وخصائصهم من صفيح صدء فلا بد الى زوال, اما غزة فستبقى شجرة كثيرة الشوك صلبة العود تحنو على الصديق وتقلع العدو والغريب ولن يضيرها جور قريب او نكران اخ فلن يعود بالخيبة الا الخائن والناكر والمائع اللين.

(113)    هل أعجبتك المقالة (139)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي