أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قوالب الثلج.. وسيلة جديدة لإطفاء لهيب الصيف في ظل انقطاع الكهرباء

شهدت الشهور والسنين الماضية إنشاء معامل لصناعة قوالب ومكعبات الثلج - زمان الوصل

الحاجة للمياه الباردة لا تضاهيها حاجة، خصوصا في فصل الصيف المتزامن مع انقطاع الكهرباء، فالمياه الباردة أصبحت في دولة "الأسد" نوعا من أنواع الرخاء والرفاهية، كما يقول البعض، وهذا ما استدعى العمل على إيجاد بدائل تؤمن وجود هذه المادة التي تعبر من أساسيات الحياة، وقد شهدت الشهور والسنين الماضية إنشاء معامل لصناعة قوالب ومكعبات الثلج.

وسريعا حازت هذه الصناعة المحلية انتشارا واسعا نتيجة الطلب الكبير من قبل المدنيين الذين حرموا من الكهرباء، ولم تقتصر استخداماتهم للثلج فقط للشرب بل استخدموه في حفظ الأغذية والأدوية.

ويقول "محمد الخطيب" إن "هذه المهنة حديثة نوعا ما، فقبل الثورة لم يكن أحد يسمع بها بالرغم من وجود هذه المعامل بأعداد أقل مما هي عليه اليوم"، مشيرا إلى أن قوالب الثلج يستفاد منها لعدة أغراض حيث حلت مكان الثلاجات والبرادات التقليدية في عمليات حفظ الأطعمة.


ويضيف إلى أن القوالب أصبحت مشهدا اعتياديا في محال المواد الغذائية وعلى "البسطات" في الطرقات، والأسواق الشعبية، معتبرا بأن وجودها وفر على المدنيين الكثير من المال، مقارنة بالمولدات والآلات التي تعمل بالمحروقات. 

"صدام قداح" صاحب أحد المعامل، شدد على أهمية هذه المصانع في تزويد المواطنين بالماء البارد، فـ"الإقبال كبير جدا على شراء مكعبات وقوالب الثلج، خصوصا في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة"، مشيرا إلى أن المناطق المحررة بات فيها عدد كاف من المعامل القادرة على سد حاجة المدنيين.

وأشار "قداح" إلى أن هذه المشاريع تحتاج إلى رأس مال كبير نوعا ما، لأن الآلات يتم استيرادها من مناطق النظام بتكلفة عالية.

وقال لـ"زمان الوصل" إن "المعمل الواحد قادر على توفير فرص عمل لنحو 20 عاملا، 12 منهم يعملون داخل المعمل أما البقية خارجه"، مؤكدا في الوقت ذاته أن القدرة على الشراء ليست بمتناول الجميع بسبب ضيق ذات اليد والبطالة وقلة مصادر الدخل.

من جهة ثانية، لفت إلى وجود العديد من المشاكل التي تواجه عملهم فالمولدات تعمل لمدة 18 ساعة باليوم، ومعظمها قديم وتعمل بالمحروقات التي يتم إدخالها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.


المشاكل ذاتها تواجه "محمد الفيصل" صاحب أحد المعامل، والذي قال إن الصعوبات تتمثل بالأجور المرتفعة لإصلاح الأعطال وغلاء قطع الغيار، بالإضافة إلى صعوبة استيراد القطع المطلوبة التي لا تتوفر إلا في مناطق سيطرة نظام الأسد، فضلا عن غلاء المحروقات واحتكارها.
وقال الفيصل لـ"زمان الوصل" إن المعامل يزداد إنتاجها في شهر رمضان المبارك، ومهما وردت من قوالب ثلج للأسواق إلا أنها تكون غير كافية، فأصحاب المحال التجارية يستخدمونها في تبريد اللحوم والمواد الغذائية كاللبن والجبن والزبدة، إضافة للاستخدام المتزايد من قبل المدنيين في صنع المشروبات والعصائر.

وأضاف "الفيصل" إلى أنه يتم تصنيع عدة أحجام وأوزان تناسب جميع الاحتياجات، بحسب طبيعة الاستخدام المرادة من القالب، مشيرا إلى أن القوالب المنزلية عادة ما تكون 4 كيلو غرام وبسعر 150 ليرة سورية.

محمد الحمادي - زمان الوصل
(299)    هل أعجبتك المقالة (338)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي