العنوان اسم كان يطلق في الحضارتين الاغريقية والرومانية على من يحاربون من داخل القلاع والحصون وخلف الأسوار وعن بعد باستخدام الرمح والقوس والسهم، ومن يمارس القتال بهذا الأسلوب كانوا ينعتونه بأنه (امرأة) لا تمتلك شجاعة الرجال وبسالتهم وقدرتهم على المواجهة، وكل حروب الاسرائيليين على امتداد التاريخ كانت حروب نسوان تفتقد شرف وشجاعة القتال وجها لوجه، وتتم عن بعد أو بنقل الحرب إلى أرض الخصم في حروبها الحديثة عن طريق الصواريخ والطائرات والسفن الحربية، والأرقام الكبيرة لخسائر جنودها من المشاة تؤكد على الفور أن محاربيها ليسوا رجالا!
والمعنى المعجمي للرجولة ينصرف فورا إلى مجموعة من القيم والأخلاقيات تزيّن صدور أصحابها وتمنحهم شرف حمل اسم رجل حتى لو كانت أنثى تحمل هذه الأخلاق، فأي رجولة تلك التي تتمتع بها عصابة الاجرام والارهاب من ساسة إسرائيل الذين يستخدمون ثلث قدراتها العسكرية الضخمة لمواجهة مسلحين بأسلحة خفيفة وصواريخ بدائية محلية الصنع؟ أي رجولة وأي شرف يمكن أن يدعيه مثل هؤلاء الساسة الذين تجاوزوا تاريخ انتهاء الصلاحية في جميع المجالات؟
وهذا التحديد المعجمي لمعنى الرجولة يجعلنا على يقين من أن ساسة الغرب الذين يدعمون جرائم اسرائيل ضد الانسانية في غزة منضمون إلى قوائم النسوان حتى لو كان تصنيفهم الجنسي يضعهم في خانة الذكور، فهم ـ من وجهة نظر دينية اسرائيلية ـ مجرد مطايا يعتلي اليهود ظهورها في سعيهم (المقدس) نحو هيكل سليمان في أورشليم القدس، كما أن جماعات الضغط اليهودي في أوروبا وأميركا استلبت من ساستها قدرة الفعل الحر الطليق ارتباطا بمصالح بلدانهم وابتعادا عن أن يكونوا مجرد أدوات تحقق مصالح المشروع الصهيوني الاستيطاني وأطماعه في الشرق الأوسط .. فعن أي رجولة ـ بعد ذلك ـ تتحدث النسوان؟!
جريدة الوطن العمانية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية