علمت "زمان الوصل" من مصادر ميدانية أن الحريق الذي أتى على "كازية العابد" الواقعة قبل مدخل مدينة الكسوة، لم يكن ناجما عن استهداف مباشر من الطيران الحربي الذي نفذ غاراته على المنطقة مساء الثلاثاء، كما روج النظام، بل كان بسبب شظايا تساقطت على محطة الوقود، بعد استهداف مقرات إيرانية داخل مقر الفرقة الأولى.
وأفادت المصادر أن سكان المنطقة فوجئوا مساء الثلاثاء بصوت انفجار فوق جبل المانع (الفرقة الأولى) مترافقا مع كتلة لهب، وبعد هذا الانفجار ببضعة دقائق سُمع صوت انفجار آخر.
وليست هذه المرة التي يتم فيها استهداف مواقع النظام وحلفائه الإيرانيين في منطقة الكسوة (الفرقة الأولى والألوية التابعة لها)، فقد سبق أن استهدف طيران قيل إنه إسرائيلي هذه المواقع أواخر عام 2017، كما تم استهداف مواقع النظام في الكسوة أواسط الشهر الماضي، عبر الضربات الصاروخية الثلاثية التي شنتها واشنطن ولندن وباريس كـ"عقاب" للنظام على معاودة استخدام الكيماوي.
والعام الماضي كشفت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية عن وجود منشآت عسكرية تم تشييدها ضمن الفرقة الأولى، ورجح أن تكون هذه المنشآت قاعدة جديدة لإيران ومليشياتها، تعطيها موئ قدم ثابتا في نقطة قريبة جدا من "خط الجبهة" بين سوريا وفلسطين المحتلة.
وتقع كازية العابد مقابل مقر الفرقة الأولى، وقد أسهم تطاير شظايا من القصف الذي طال الفرقة في اشتعال المحطة التي تحوي كميات كبيرة من الوقود، فضلا عن أنها تضم مصنعا للأعلاف.
وحاول النظام إرخاء ستار كثيف من التعتيم على غارات ليل الثلاثاء والمواقع التي تضررت جراءها والخسائر التي نجمت عنها، ومع كثرة تساؤل مؤيديه عن حقيقة "الضربة" وزع النظام على صفحاته في مواقع التواصل خبرا جاهزا، يقول إن "المنطقة المستهدفة مدنية 100%... واسمها كازية العابد"، نافيا أن يكون هناك أي وجود لـ"قاعدة إيرانية أو حتى سورية في هذه المنطقة كما يروج له الإعلام المعادي".
ونظرا لحساسية الفرقة الأولى وما تضمه من ألوية ومستودعات، وما تمثله من حاضنة للنشاط الإيراني في سوريا، فإن النظام لم يأتمن على قيادتها سوى ضابط من أقرب المقربين إليه طائفيا، وقبل ذلك عائليا، ونقصد به اللواء زهير توفيق الأسد، شقيق كبير الشبيحة ومؤسس كيانهم، محمد الأسد، الذي بقي حتى مصرعه في 2015 متربعا على زعامة التشبيح والمتفرد بلقب "شيخ الجيل".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية