حظي منشور لسفير الأسد السابق في عمان وضابط الاستخبارات المتقاعد اللواء بهجت سليمان بتداول واسع في موا قع التواصل بين المؤيدين وحتى بعض الصحف الموالية، كما لو أن المذكور اكتشف فتحاً لغوياً ومصطلحاً جديداً.
فتحت عنوان (الفرق بين الطابور الخامس والسادس) كتب الجهبذ المخابراتي معدداً مواصفات الطابور السادس بعد أن مر سريعاً على تعريف الطابور الخامس: "الطابور الخامس: هم عملاء العدو المكشوفون".
في تعداده لمواصفات الطابور السادس الذي اكتشفه المذكور لن يجد أي سوي عناء في معرفة من هم؟...وعلى من تنطبق هذه الصفات خصوصاً في تعريفه لهم: "الطابور السادس: هم الخلايا النائمة في الداخل، التي تعمل لصالح العدو، ولكنها تتستر بالولاء الكامل والحرص الشامل، لكي تغطي عمالتها للعدو".
أما من هم هؤلاء فيبدأ اللواء أولاً: "هل تعلم أنّ المسؤول الذي لا يقوم بواجبه الوظيفي الوطني، أو يسيء استخدامه، وخاصّةً في هذه الحرب، هو كالطابور السادس؟"...هم مرتزقة الأسد الذين يسمون أنفسهم مسؤولون حكوميون من وزراء ومحافظون وسواهم.
ثاني المواصفات حسب سليمان: "وهل تعلم أنّ المسؤول الذي يعتبر الكرسي، باباً للرزق والاسترزاق، هو طابور سادس؟"...وهو بالضبط بشار الأسد الذي يرتزق من دم السوريين سلطةً.
ثم ينتقل إلى وصف تجار النظام وسماسرته الذين أثروا على حساب دماء السوريين، ومعهم ضباط النظام الذين أمسكوا بالحواجز ومارسوا التهريب وبيع حتى أسلحتهم: "وهل تعلم أنّ تُجّارَ الأزمات وسماسرة الحروب، هم طابور سادس؟".
أما الفريق الآخر الذي يسميه (النوفو ريش) أي الأثرياء الجدد، فهم كالطابور السادس، وبحسب تعريف اللواء، هم من أثروا من دماء السوريين ومعاناتهم.
كل سوري يعرف من يقصد اللواء، وهم الضباط وأبناؤهم الذين شاركوا التجار، وحصلوا على كل الامتيازات، ونهبوا خيرات البلاد من رفعت الأسد إلى "محمد مخلوف" وابنه "رامي" إلى اللواء المذكور وأبناء الألوية الآخرون من "آل حويجة، وحيدر وخيربك ومعلا"..إلى آخر القائمة التي تلحق بها قائمة صغار الكسبة الذين صاروا تجاراً أيضاً وواجهات للبرجوازية العسكرية الجديدة كـ"محمد حمشو" وسواه من قائمة الطحالب الجديدة.
أما المزايدون الذين يشبههم اللواء بالطابور السادس وبحسب وصفه: "وهل تعلم أنّ المزايدين في الداخل، ممن لا يعنيهم غير ذواتهم، و يتسترون على ذلك بالمزايدة، هم طابور سادس؟"...وهم كل من أيدوا الأسد ووقفوا مع جرائمه بحق السوريين من تجار وإعلاميين وساسة وضباط ومواطنين، أضف إليهم قائمة التصفيق التي تجتمع فيما يسمى البرلمان.
"وهل تعلم أنّ غير الملتزمين بالنظام العام وبالقوانين وبالأخلاق والقيم، هم كالطابور السادس؟" يتساءل اللواء الذي بنى مجدا من مناصبه في حكم الأسدين، لذلك فإنه لا يقصد بهؤلاء ممن ينتسبون لنظام الأسد من منافقين ومصفقين وعساكر وموظفين واتحادات وأحزاب مصنوعة بيد المخابرات والقتلة منهم.
يضيف اللواء الجهبذ: "وهل تعلم أنّ المسؤول الذي لا يحترم الناس، أو يعتبر نفسه وصياً عليهم لا خادماً لهم، هو كالطابور السادس؟"...وهم كل مسؤولي حكومات الأسد الأب والابن.
"وهل تعلم أنّ (المنافيخ) الرسميين وغير الرسميين، ممن يحيطون أنفسهم بأرتالٍ من (المُرَافَقات) تتطاول على الناس وتسيء لكراماتهم، هم كالطابور السادس؟"..بالطبع من بينهم المنتفخ "بهجت سليمان" نفسه، وكل ضباط المخابرات والجيش والشرطة الذين ساموا السوريين أصناف العذاب جميعها، بالإضافة إلى "المنافيخ" الجدد من المرتزقة والطائفيين الذين يقودون ميليشيات الموت الأسود.
المبتهجون بكلمات "بهجت"، الذي بات يعتقد نفسه كاتباً وناقداً وإعلامياً وسياسياً وقائد رأي عام بعضهم بالتأكيد أحسّ أن الطابور السادس في بيته وتلفازه وحياته اليومية، هو يعرفهم واحداً واحداً ومن بينهم المجرم رئيس فرع التجسس السابق "بهجت سليمان".
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية