أطلق الرئيس اللبناني "ميشيل عون" خلال الساعات الأخيرة جملة من التصريحات المتلاحقة التي تخص الوضع السوري من أكثر من جانب، وتحديدا جانب السوريين اللاجئين في لبنان، وقتال مليشيا "حزب الله" في سوريا، الذي قزمه "عون" باستخدام كلمة "مشاركة".
واختار "عون" إطلاق تصريحاته عبر صفحته الرسمية، حيث بدأها بـ"تغريدة" قال فيها: "الاعتداء الإسرائيلي على أي دولة عربية أمر مرفوض من قبلنا، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بسوريا وهي الأقرب جغرافيا إلى لبنان، ولا شك انه سيتأثر بأي اعتداء يقع عليها".
ومنها انتقل فورا، ليقول إن انسحاب مليشيا "حزب الله" لم يعد قرارا بيد المليشيا وحدها، قائلا: "مشاركة حزب الله بالنزاع الدائر في سوريا صارت قضية على مستوى الشرق الأوسط، حيث أصبح الحزب جزءا من توازن القوى ولم يعد بإمكانه أن يقرر الخروج منفرداً من المعركة الدائرة".
ويعد هذا التصريح تبريرا لتدخل "حزب الله" وسيطرته على مساحات من سوريا، تحت ستار "توازن القوى"، وهو يشبه كثيرا التبرير الذي أعطى نفس المليشيا سلطة احتكار السلاح في لبنان (خارج الدولة) وتحكمها بمصير اللبنانيين تحت ستار "المقاومة".
وقفز "عون" مباشرة للحديث عن اللاجئين السوريين وما يمثلونه من عبء على بلاده مقارنة بمساحتها ومواردها، معقبا: "من غير الممكن أن يبقى لبنان يتحمّل ما يتحمّله".
وذهب رئيس لبنان المعروف بلقب "الجنرال" إلى حد القول: "نحن لا نضغط على النازحين كي يغادروا لبنان، ولكننا أيضاً لا نقبل أن تُعرقل عودة من يريد ذلك ويتم الضغط عليه كي يبقى عندنا"، قبل أن يختم: "نتساءل عن النوايا التي تقف خلف إبقاء النازحين في لبنان. فالأمم المتحدة تدرك جيداً أن معظم الأراضي السورية أصبحت آمنة، ومع ذلك لا تريد عودتهم إلى بلدهم".
وأطلق "عون" تصريحاته عشية بدء انتخابات برلمانية بعد فترة "احتباس" انتخابي دام 9 سنوات تقريبا، ولذا فإنها من المرجح أن تشهد تنافسا شرسا بين الأحزاب والتيارات، ومن بينها التيار العوني وحليفه "حزب الله".
ويلاحظ من تصريحات "عون" أنه اختزل الحديث عن كل جرائم "حزب الله" في سوريا، بتغريدة واحدة برر لهذه المليشيا تدخلها، وسماه "مشاركة"، بينما أفرد 4 تغريدات لموضوع اللاجئين السوريين في لبنان، صبت كلها في خانة وجوب التخلص منهم، تارة بدعوى الضغط على "موارد" البلاد، وأخرى بذريعة أن سوريا أصبحت "آمنة" وأن اللاجئين يريدون العودة "طوعا" ولكن هناك من "يضغط" عليهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية