ينتظر آلاف المقاتلين من المقاومة السورية مصيرا مجهولا، لاسيما من عناصر الدفعات الأخيرة التي خرجت من مدن وبلدات الغوطة الشرقية والقلمون نحو الشمال السوري، خصوصا أن هؤلاء العناصر اعتادوا على الحياة العسكرية وأجواء المعارك الميدانية طيلة فترة سنوات الثورة السورية، وسط تكهنات عن اندماج الفصائل القادمة من الغوطة ضمن "الجيش الوطني".
وخلال الأسابيع القليلة الفائتة خرج فصيلان من أبرز الفصائل بغوطة دمشق، وهما "جيش الإسلام" الذي كان يتواجد في دوما بشكل رئيسي، وفصيل "فيلق الرحمن" الذي كان يتواجد في القطاع الأوسط من الغوطة، إضافة إلى عناصر من "حركة أحرار الشام" الذين خرجوا من مدينة حرستا.
وجاء الخروج تنفيذا لاتفاقات التهجير الأخيرة التي أبرمتها الفصائل من الجانب الروسي، جراء الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة.
وقد وجد المقاتلون أنفسهم أمام تحديات كبيرة، أبرزها البحث عن موارد مالية تؤمّن تكاليف العيش الباهظة في مكان تهجيرهم الجديد، إضافة إلى تأمين مسكن يؤويهم وأهاليهم المهجرين، وهو من أحد أبرز المشاكل التي تواجه معظم المهجرين.
على الجانب الآخر، عبر قادة في "الجيش الوطني" المتواجدين ضمن الشمال السوري عن ترحيبهم بفصائل الغوطة الشرقية، لاسيما "جيش الإسلام"، مؤكدين أنه جزء لا يتجزأ من الثورة السورية.
الناطق باسم "الجيش الوطني" المقدم "محمد حمادين" أوضح لـ"زمان الوصل" أن اندماج فصيل "جيش الإسلام" مع "الجيش الوطني" غير مؤكد، لافتا إلى أن "كل مقاتلي الغوطة وأي مقاتل من فصائل الثورة السورية مرحب بهم للانضمام إلينا".
فيما قال القيادي في فرقة الحمزة "عبد الله حلاوة" إن "فصيل جيش الإسلام فصيل منظم ونكن له كل التقدير والاحترام، ونرى مستقبله معنا كأخ يشارك أخاه، في حال تم الاندماج في صفوف الجيش الوطني في الشمال السوري، وهو الأمر الذي سوف يزيد من خبراتنا، كي يكمل بعضنا البعض من خلال الاندماج".
وأضاف "حلاوة" لـ"زمان الوصل" أن "لدى جيش الإسلام عدد من الضباط المنشقين الذين عملوا ضمن اختصاصاتهم وتمرسوا على الأرض الواقع، لاسيما ضباط المدفعية والمشاة، وهو أمر إيجابي للجيش الوطني".
"أبو ياسر" أحد عناصر فصيل "جيش الإسلام" قال لـ"زمان الوصل": "فيما يخص مستقبلنا لا نعلم إن كان سوف نشكل الفصيل أم لا كون أننا مدنيين الآن، لكن هناك اجتماعات لقادتنا حول مستقبل الجيش، فيما نمارس حياتنا كمدنيين هنا في الشمال السوري المحرر.
في حين، قال "أبو نديم" أحد عناصر "فيلق الرحمن" المتواجد في الشمال السوري، إن معظم عناصر الفيلق اتجهوا نحو الحياة المدنية في إدلب وريفها، ورجح عدم عودة الفيلق كتشكيل عسكري كما كان في السابق.
من جهته، قال الناشط الإعلامي "عمران الدوماني" إن هناك تفاهمات تجري بين قادة "جيش الإسلام" وقادة الفصائل بمنطقة "درع الفرات" حول إمكانية انضمام مقاتلي الجيش إلى "الجيش الوطني"، مشيرا إلى أن قائد جيش الإسلام "عصام البويضاني" طمأن عناصره بأنهم سوف ينضمون لتشكيلات المقاومة في الشمال السوري، ولن يتم تجاهلهم.
وأضاف "الدوماني"، في حديثه مع "زمان الوصل" أنه من المبكر الحديث عن انضمام "جيش الإسلام" لـ"الجيش الوطني" بمنطقة "درع الفرات"، حيث الأولوية الآن هي تأمين السكن والمساعدات الإسعافية للعناصر وأهاليهم المهجرين من الغوطة الشرقية، إضافة إلى العمل على علاج المصابين والجرحى الذين تضرروا من حصار نظام الأسد للغوطة الشرقية طوال السنين السابقة.
وبين الحديث عن اندماج المقاتلين في فصائل المقاومة ضمن الشمال السوري، ممن شاركت بعمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" أو البقاء على ذات التشكيل، أو ربما انفراط عقد الفصيل يبقى المصير غامضاً حتى هذه اللحظات.
يوسف الحلبي –زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية