يحاول "مصطفى علاوي" ذو السنوات العشر أن يتناسى مشاهد وأهوال الحرب وظروف الحصار التي عاشها في مدينة "دير الزور" وتمكن من خلال مهاراته الكروية من أن ينال لقب أفضل لاعب على مستوى ولاية "أورفا" جنوب شرق تركيا، كما أحرز المركز الثالث ضمن منتخب سوريا الحر للبراعم في أنطاليا الذي شارك مع أندية من تركيا وروسيا وأوروبا.
لم يكن مصطفى قد تجاوز الخامسة من عمره حين بدأ ميله للكرة وهو يرى والده وأعمامه وأخواله يلعبونها بمهارة ضمن فرق الأحياء الشعبية بريف دير الزور، ولكن ظروف الحرب والقصف حالت دون الاهتمام بتدريبه وتشجيعه –كما يروي والده "باسل علاوي" لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن طفله اضطر للنزوح في أماكن عدة من ريف دير الزور ومنها مدينة موحسن ورغم ذلك كان يمارس لعبته المحببة في الشارع والبيت.
بعد دخول تنظيم "الدولة" إلى دير الزور اضطرت عائلة مصطفى للنزوح إلى تركيا أواخر 2014 وسكنت في مدينة "تل أبيض" لمدة سنة، وبعدها تمكنت من دخول مخيم "حران" للاجئين في ولاية "أورفا"، وهناك تمكن الطفل الموهوب من التدريب واللعب في ملعبها مع أطفال بعمره، وانضم لاحقاً لفرق عدة داخل المخيم ومنها منتخب "حران للصغار" بإشراف المدرب "محمد عبد العزيز"، وكان -كما يروي- يلعب مع من هم أكبر منه عمراً وبعضهم من مواليد 2003 وبعد تشكيل "فريق حران للبراعم" داخل المخيم انضم مصطفى له ليلعب في مركز قلب الهجوم وساهمت مهاراته الكروية وحركاته الفنية في لفت الأنظار إليه من قبل الجمهور والمدربين.
وتابع علاوي أن ابنه حصل بعد ذلك على المركز الأول في بطولة مدارس "حران" ولقب أفضل لاعب، كما شارك في دورات على مستوى ولاية "أورفا"، ونال لقب أفضل لاعب أيضاً، وتم تكريمه من قبل رئيس الهيئة الرياضية بولاية "أورفا" بحضور والي المدينة.
وأردف والد الطفل المتفوق أنه استدعي فيما بعد ضمن منتخب سوريا الحر للبراعم إلى بطولة انطاليا الدولية بمشاركة أندية تركيا وروسيا وأوروبا، وحصل على المركز الثالث بين 18 فريقاً مشاركاً، الأمر الذي زاد من تصميمه على التفوق ومتابعة التدريبات.
وحول مشاركته في بطولة أنطاليا روى محدثنا أن مصطفى سافر لمدة 17 ساعة من "حران" إلى مكان البطولة وبعد وصوله بساعتين خاض مع فريقه أول لعبة مع فريق تركي فازوا عليه بـ 3- 1 وبعد أربع ساعات خاص المباراة الثانية مع فريق ألماني، وتمكن من تسجيل هدف الفوز، وفي اليوم التالي لعب 3 مباريات مع فريقه على مدار 12 ساعة.
واستطاعوا الفوز بها ليتأهلوا -كما يقول- إلى نصف النهائي، ولكنهم خسروا مع أحد الأندية الأوربية، وبتحديد المركز الثالث والرابع فازو على الفريق الروسي 3-0 مسجلاً هدف التقدم.
ولفت والد الرياضي الصغير إلى أن حلمه أن يتطور أكثر ويدخل عالم الاحتراف ليلعب في أندية كبيرة عربية أو أوربية ويمثل "منتخب سوريا الحرة" في المحافل الدولية، ولكن عدداً من العقبات تحول دون ذلك ومنها -كما يقول- عدم انتسابه لإحدى الأكاديميات الرياضية وحصوله على شهادة السوسال التي تحتاج إلى أن يكون دخوله إلى البلاد نظامياً وامتلاكه لجواز سفر وهو ما يفتقد إليه.
ولفت محدثنا إلى أن إحدى الاكاديميات في ولاية "هاتاي" تواصلت معه قبل مشاركة "مصطفى" الأخيرة بهدف ضمه لها، ولكن مشكلة جواز السفر وختمه كانت العائق الأكبر، بالإضافة إلى بعد المسافة عن مكان إقامة عائلته في مخيم "حران" في "أورفا".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية